قوة الحب والتسامح

قوة الحبّ والتسامح 

الحبُ والتسامحُ  مرآتان لبعضهما البعض ، فالحبّ انعكاساً للتسامح والتسامح انعكاساً للحب، فتكمنُ قوتهما بالعملِ معاً  ليحققان انفتاحاً وتحرراً من الحُكم على الآخرينَ وتعزيز العلاقات المبنيَّة على أساس قبول الآخرينَ واحترامُهم، فمن منْطَلق التسامح والحب نخلقُ مجتمعاً يسودهُ الخيرُ والعطاءُ والقيمُ الإنسانيَّة النبيلة .[1]   (الحب والتسامح)

فالتسامح  هو التَّغاضِي عن عيوبِ الآخرينَ وتقبُّلهم كما هم بخلفياتِهم ومعتقداتِهم الدِّينيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، فلكلّ شخص لديهِ موقفهُ ورأيهُ الخاص، فالتعايش معهم وعدم الحُكْم عليهم لأيِّ سببٍ من الأسبابِ  يجعلك أكثر صبراً واستيعاباً أنَّ لكلِّ شخصٍ لديه صراعاته وحروبه الخاصَّة مثْلَك تماماً ، لذلك يجبُ علينا أن نغتنم هذه المَغْفرة؛لإنقاذ أمتَّنا التي اتعتبها الهموم والحروب لنُنشىء جيلاً يسامحُ ويعفو حتى عندما يواجهون اسوأ السلوكيات والأحداث، فالتسامح نموذج إنسانيّ لا يشُوبه شائبة لأنَّه يقومُ بإعطاء الآخرين فرصاً لتغيير وإصلاح أفعالِهم،فلا ننسى رضا الله وكسبِ الثَّواب َالعظيم عندما نعفو ونسامح عن طيبِ خاطر وصفاءِ قلب  فقال الله تعالى" فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " .[1][2]  (التسامح)

أمَّا الحب فهو الحياة ، فإنَّنَا نعيشُ بالحبِ ويسعدنا الحب ونجعلُ من حولنا أو معنا سُعداء بالحب ، فأرضنا بلا حب خَرابٌ وفسادٌ، فالحب هو العملةُ الوحيدةُ التي لا تفقَّد قِيمتَها مع الزَّمن ،وهي المُحارب الوحيد ضدّ الكراهية والتَّمييز والعداوة ،فالحبّ ضمانٌ لسلامة  النَّفس واستقرارها ،فقد أخمدَ الرُّسل والأنبياء الكراهيَّة والغيْرة التى أشْعلها المُعادين لهُم بالحبّ،  فهذا يقُودنا أنَّ اهتمامنا بمجتمعنا وحبنا للبشريَّة من خلال  استيعابنا ومحبتنا للخلق و معرفة ذاتنا والشُّعور بالقربِ منْ خالقنا، يخلق لدينَّا القدرة على رُؤْية كلِّ شيءٍ بمنظور وأُفق مختلف ،  ليكون مستوى حبنا وتقديرنا لبعضنا البعض مبنياً على إدراكنا للصِّفات والمزايا التي يمتلكها كلِّ شخصٍ منَّا ويُمكن تلخيص هذا المفهُوم استدلالاً على قول الرسُول عليه الصَّلاة والسّلام: " المسلم مرآة المسلم فإذا رأى به شيئاً فليأخذه عنه، وإن كان الشيء صالحاً فليأخذه منه" [2]. (الحب)

فلإننا لا نستطيع أن نُسامح بدُون أنْ نحبّ وأن نحبّ بدون أن نسامح فإنَّ الحبَّ والتَّسامح سلاحاً يحتاج لمن يُحسن فهمه واستخدامُه ليبْني  مجتمعاً أفضل .[2] (الحب والتسامح)

المراجع:

1-      " Love and Tolerance, The Code of AA،" Spring Board Center ، (6/9/2019).

2-      " Toward Global Civilization Love Tolerance" ، M. Fethullah Güle .(6/9/2019)

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author