كيف تكون لي عند الله خبيئة؟

كيف تكون لي عند الله خبيئة؟ 

خير خبيئة تخبؤها لك عند الله تعالى هي الإخلاص في القول والعمل.

والإخلاص هو ترك ملاحظة الخلق عند القيام بأي عمل صالح فملاحظة الخلق والعمل من أجلهم وترك العمل من أجلهم وطلب المدح منهم أو خوف مذمتهم كل ذلك من المهلكات التي لاينفع معها أي عمل مهما كنت تظنه خبيئة وكنزا..

ولا يتحقق الإخلاص إلا بالصدق مع الله تبارك وتعالى ومعناه عدم ملاحظة النفس عند القيام بأي عمل صالح بل مع التبرؤ منها من حولها وقوتها واستحقاقها الأجر على ماقدمت والاعتقاد أن أعمالنا الصالحات مهما كانت خالصة لوجهه الكريم جل وعلا إنما هي منة وفضل وتوفيق من الله تعالى يجب علينا أن نشكره لتوفيقنا إليها ونستغفر الله تعالى بعدها على قصورنا فمن تحقق في هذين المقامين فقد خبأ له عند ربه أعظم خبيئة تنجيه من عذاب الله تعالى وتقربه إليه ومن فقد هذين المقامين فليس له عند الله تعالى أي خبيئة ولو أنفق ملء ما في الأرض ذهبا وفضة أو وصل في العلم إلى أعلى مرتبة أو صلى آلاف الركعات أو حج واعتمر آلاف المرات..

وكل ذلك مأخوذ من قوله تعالى((.. إياك نعبد. وإياك نستعين))

ففي قوله تعالى ( إياك نعبد) تحقيق الإخلاص..

وتقديم الضمير يفيد الحصر. أي لانريد بأعمالنا سوى وجهك الكريم..

 وفي قوله تعالى (إياك نستعين.)  تحقيق معنى الصدق..

أي لا نستعين بنفوسنا العاجزة إنما نستعين بك إذ لولا فضلك وعونك ما عبدنا ولا تصدقنا ولا صلينا ولا فعلنا أي خير..

ومن السنة الشريفة قول سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا... إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل مانوى.. إلى نهاية الحديث...

فلنجتهد يا إخوتي بالتحقق بالإخلاص فلا خلاص إلا به.. وهو أعظم خبيئة تنطوي عليها القلوب..

 ولنجتهد أيضا بتحقيق معنى الصدق في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا فالصدق مع الحق جل وعلا.

هو أساس الايمان وجوهر الاسلام فمن فاته الصدق أو لم يعرفه؟

فعن أي خبيئة يتحدث.؟ . وعن أي خبيئة يبحث..؟.

 

وحتى تتبينوا حقيقة ما أقول لكم اقرأوا هذه القصة وتأملوهاجيدا :

 حاصر مسلمةبن عبد الملك أحد قادة جيش المسلمين حصنا فندب الناس إلى نقب منه، فما دخله أحد. 

فجاء رجل من عرض الجيش فدخله ففتحه اللّه تعالى عليهم،

فنادى مسلمة: أين صاحب النقب؟ 

فما جاءه أحد،

فنادى: إني قد أمرت الآذن بإدخاله ساعة يأتي، فعزمت عليه إلاّ جاء. 

فجاء رجل فقال: استأذن لي على الأمير. 

فقال له: أنت صاحب النقب؟ 

قال: أنا أخبركم عنه. فأتى مسلمة فأخبره عنه، فأذن له

فقال له: إن صاحب النقب يأخذ عليكم ثلاثاً:

ألاّ تسوّدوا اسمه في صحيفة " إلى الخليفة " 

ولا تأمروا له بشيء، 

ولا تسألوه ممن هو. 

قال: فذاك له.

قال: أنا هو. 

فكان مسلمة لا يصلي بعدهم صلاة إلا قال: اللهم اجعلني مع صاحب النقب.

عيون الأخبار (1/172)

 فانظروا في هذه القصة فهذا الرجل الذي فتح النقب؟ ماالذي دفعه لهذا العمل؟ 

 ‏ثم كتم هذا العمل وعدم إشهاره بين الخلق؟

 ‏ إنه الإخلاص؟ 

 ‏وماالذي أعانه عليه إنه الصدق؟ 

 ‏ولولا صدقه وإخلاصه لم تكن له هذه الخبيئة؟ 

 ‏

 ‏فالمخلص الصادق كل أعماله خبايا عند الله تعالى والمرائي المعجب لا خبيئة له ولو كان في الظاهر أعبد الثقلين؟

 ‏ 

اللهم يارب أكرمنا بالإخلاص وازرعه في قلوبنا وارزقنا همة المخلصين وافتح لنا بالصدق وحققنا فيه وخلصنا من شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا وأصلح مافسد منا برحمتك يا أرحم الراحمين..

 وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..

 

 اللهم زدنا إخلاصا وصدقا وأجرنا من مضلات الفتن ما أحييتنا يا أرحم الراحمين. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Ahmad - نوفمبر ١٩, ٢٠٢٠, ٩:٥٧ م - Add Reply

يا رب اعنا

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author