رفقاً بأنفسنا وبأبنائنا

كثيرا ً ما نرى أونسمع عن قصص ومواقف حقيقية لابن أو ابنه تتنمر على أحد والديها أو كلاهما...

الابن يصرخ عليهما، يؤذيهما بكلامه، يتنمر عليهما، لايهمه رضاهما، 

وربما يهينهما أمام القريب والغريب.. 

نأسف لهذا الحال ونبدأ بإلقاء اللوم على الأبناء لسوء معاملتهم لوالديهم... 

إنهم عديمو الإحساس.. 

عديمو المسؤولية... 

لا يؤتمن لهم..

إنهم من ربوك وتعبوا حتى قوي عظمك واشتد ساعدك.... 

الناس تلقي اللوم وكل اللوم على الأبناء... 

ولا تتكلف لتلقي لوماً على الآباء.... 

كيف ذلك؟ 

من المؤكد أن الأم والأب لهما مكانة خاصة ينبغي احترامهما وتقديرهما والتودد إليهما مهما بدر منهما لأنهم يريدون مصلحة أبنائهم، ويريدون أن يصبح أولادهم أفضل منهم... 

وأحد أسباب بر الأبناء لآبائهم هو بر الآباء لأبنائهم أولا... 

وكذلك أحد أسباب عقوق الأبناء للوالدين هو عقوق الآباء لأبنائهم... 

ربما يبدو الأمر غريباً ولكنه يحصل...

لننظر إلى الموقفين التاليين:

الأم والأب يحسنان لأبنائها، ويعملان كل ما باستطاعتهما لصالح أبنائهما ومستقبلهم وتنمية قدراتهم... 

الأم تقدم العطف والحنان والدعم المعنوي... 

والأب يقدم الحب والدعم المادي... 

تتهافت كلمات الإعجاب والفخر من الآباء بأقل إنجاز يقوم به الأبناء... 

تطلب الأم المساعده من أولادها بكل تودد.. 

تعاتبهم ولكن على أعمالٍ ربما ستؤذيهم.. 

الأب يقسو أحياناً ولكنه يقسو عندما يرى أن القسوة لصالح أبناءه...

الموقف الآخر:               

قسوة الأم وقسوة الأب تكاد تكون على كل صغيرة وكبيرة... 

يكثرون من العتاب والملام والإحباط والإهانة.... 

يرون أن أبنائهم حمل ثقيل ي، ريدون استغلالهم لصالح راحتهم.. 

لا يظهرون أي نوع من التعاطف والحنان... 

تتهافت كلمات السخط والإهانة والضرب... 

يشعرون الأبناء بأنهم مقصرون.. 

وشتان ما بين الموقفين... 

في الموقف الأول سيكبر الأبناء وسيتعاملون مع آبائهم بالمثل سينعكس بر الآباء عليهم في كبرهم... 

سيتودد الأبناء لآبائهم سيتبادلون الثقة والحب والاحترام... 

أما الموقف الثاني فسينقلب عقوق الوالدين لأبنائهم عليهم... 

سيكبر الأبناء ويبدأ مشوار عقوقهم لآبائهم سيتبادلون القسوة والبغض وعدم الثقه... 

ومع ذلك،لكل قاعده شواذ

فرفقاً بأبنائنا ولنعاملهم في صغرهم وهوانهم بالطريقة التي نحب أن يعاملوننا بها في كبرنا وضعفنا وعجزنا...

مهد الطريق لبر أبنائك بك... 

ستجني ما زرعت فيهم... 

كن محسنا لهم باراً بهم ليحسنو إليك... 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author

رئام عبدالله خوالده