للفراق نبض مؤلم

يحدثونني كثيرا عن الندم  يقولون أنه أبشع شعور قد نشعره. 

نعم سيء هو الندم

ندمت أنني أهملت دراستي في أهم الأوقات

ندمي أنني حزنت كثيرا على أمور لا تستحق، وندمي انني إخترت مرات كثيرة أشخاص لا يستحقون أن يتواجدوا في حياتي.

ولكن ماذا عن ندمي الأكبر، كان فقدانه أصعب ما مررت به،

واكتشفنا جميعا أنه كان يودعنا، 

واحتفظت أنا بذاك الألم داخلي 

ألم فقدان شخص كان الأقرب لي مذ كنت طفلة، 

ربما لم أكن قد تجاوزت الخامسة حين بدأ الانسجام بيني وبينه كنت اترك اللعب مع الأطفال واجالسه وكنت أغضب إذ ازعجه أحد، أشعر داخليا أنني أنتمي بشكل ما اليه

ربما كانت لإعاقته العقلية أن تشكل نفورا منه، لكنه ما كان بنظري كذلك، لكل إنسان شيء ما جميل يختبيء داخله

حتى الحيوانات أيضا يوجد بها جماليات قد يراها بعضنا فحتى الحمار الذي يرمز اليه الكثيرين كرمز سوء له جماله فهو صبور مفيد يتحمل وأعتقد أنه طيب، فماذا عن البشر،؟ 

ومضت السنوات وانا من كنت الأقرب دوما 

كنت اكبر وتفكيري يكبر نوعا ما، 

وعمره العقلي لا يتغير ويبتعد الكثيرون عنه

كنت أُمضي الساعه وأحيانا الساعتين احادثه واسمع دعواته لي 

كان مختلفا عن الجميع رغم اعاقته 

احيانا كنت أحب استفزازه فأقول له سوف أموت قريبا ويبدأ هو بالبكاء، فمات هو وبقيت انا، وأنا من كانت ترغب أن تسبق الجميع، ربما كنت أحب اهتمامه بي، أو ربما ارتبطت ذاكرتي بكم الحلوى اللذيذة التي كان يحضرها لي في صغري حين أكون لوحدي

كنت أستمتع بكم الحب منه واحبه أيضا 

إلى أن جاء شهر 2 من عام 2017 كنت بحاله نفسيه جعلتني ابتعد عنه بشكل كبير 

في الأيام التي سبقت وفاته كنت أجد  المكالمات منه ولكني لم استجب لأي منها، لم تكن لي رغبة بالحديث معه أو مع أي أحد 

كان يطلب من الجميع أن يأتي لبيت الجدة وكأنه شعر أنه مفارقنا للأبد ولم أشعر أنا. 

ايعقل أن أكون اقربهم له طوال 20 سنه وابتعد في آخر أيامه؟ 

لم أتغير عبثا ولم تزداد عصبيتي من اللاشي 

أنا فقدت جزءا مني دون وداع 

وفقدت معها شيئا من انسانيتي 

لم أستطع الغفران لنفسي 

حتى البعيدون عنه كانوا الأقرب له آخر أيامه يسطرون في صفحاتهم كلمات عنه وانا أهرب غالبا، ليس لشيء سوا لأنني أشعر أنني قصرت معه في آخر أيامه

أشعر انه كان يستحق الحب اكثر، أن يجتمع حوله الجميع ويضحكونه ويأنسوه،

هو ليس خالي فقط بل  ربما شعرت اني تؤمته

غاب وطوال السنوات لم يغب

وأعتقد أنه حين غاب، أدرك الجميع كم كان جميلا

نشتاقك جميعا

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Islam ibrahim - يوليو ١١, ٢٠٢٠, ١:٥٩ ص - Add Reply

رائعه... بالتوفيق صديقتي.

You must be logged in to post a comment.
Ahmad - يوليو ٢١, ٢٠٢٠, ٧:٠٥ م - Add Reply

الله يجمعكم بالجنة و رحمة الله عليه

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author