ليس عبثاً أن يكون الغراب معلماً أولاً لما يمتاز به من ذكاء فلقد بعثه الله تعالى لقابيل لكي يعلمه كيف يدفن جثة أخيه هابيل في أول جريمه قتل نفس بشرية حدثت بين بني آدم، بهذا الطائر تجلت قدرة الله تعالى وحكمته الإلاهيه التي ارتبطت بأذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق ويبدو أن قانون الغابة أكثر رحمة من جرائم البشر بحق بعضهم فالذي يثير الإهتمام بالغراب احترامه لقانون الحياة مع أسراب جماعته التي تحميها قوانين العدالة الفطرية فلكل جريمه عند الغربان عقوبة خاصة من شأنها أن تردع مرتكبها أياَ كان لان دولتهم فاضلة لا تشبه البشر.
ففي أرض واسعه يجتمع الغربان صفاً واحداً بشكل يشبه المحكمة يحدث هذا عندما يقترف أحدهم ذنباَ يستحق العقاب فإذا اعتدى غراب على عش غيره ليأخذ طعام الفراخ فإن ذلك حكمه نتف ريش الغراب المعتدي إلى أن يصبح عاجزاً عن الطيران، أما جريمة هدم عش غيره تكتفي المحكمة بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه حتى يرضى، إلا أن جريمة الاعتداء على انثى غراب آخر هي العقوبة القصوى في هذا القانون حيث يجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة لتبدأ المحكامة ويكون الغراب المذنب مُنكس الرأس معترفاً بذنبه ويخفض جناحه ويصمت عن النعيق حينها اذا ثبتت ادانته يصدر الحكم بالإعدام فيهاجمه عدد من الغربان ويمزقونه بمناقيرهم الحادة حتى يموت عندها يحمله أحدهم ويحفر حفره تتسع لجسده ويهيل عليه التراب ويدفنه احتراماً لحرمة الموت.
اكتشف العلماء أن الغراب يستطيع التعرف على وجوه البشر وليس ذلك فقط ولكن يستطيع التمييز بين الانسان الجيد والإنسان السيء.
يتميز الغراب بصوته الذي جعل الناس ينفرون منه وتتشائم من رؤيته أو سماع صوته إضافة إلى لونه الاسود، ويتميز الغراب بنسبة ذكاء مرتفعة نسبياً مقارنة َعن غيره من الطيور.
وهكذا تحيي الغربان العدل الإلاهي في الأرض أفضل من محاكم الإنسان فسبحان الله في عظيم خلقه.
You must be logged in to post a comment.