مذكرات أم مرهقة

عجبا لأيام وسنين ضاعت وجسد تجعد وما عاد يقوى لا ألوم سوى نفسي لماذا لم تردعني؟ لماذا لم أكون أنانيه واه أسفاه على تضحية فشلت لأبناء لا يستحقون.

أرى تلك النظرة المنهكة بعد سنين من التعب والتضحيات لأرى أبنائي جاحدين، أسرتهم الأنانية وغلبتهم شهوات الحياة أتعبني صراخهم أماتتني عباراتهم هل أستحق هذا انظر لنفسي كم تعبت وسهرت وشقيت لتربيتهم تنتظر مكافأة رؤيتهم الأفضل لأرى الجحود والكراهية أرجع بذاكرتي هل هذا بسببي ربما دللتهم اكثر مما يستحقون ربما تحملت مرارة كلامهم على حساب ذاتي لماذا لم أنهرهم ولماذا لم أعطيهم قيمتهم التي يستحقونها ربما أتأسف على نفسي كان يجب أن أكون أنانيه قليلا أرجع بذاكرتي حين كانو أطفالا وكان الأمل يملئني بأنني في يوم سأراهم كبارا ناضجين ليعوضوني عن تعبي ويقدرو تضحياتي أتذكر كم كنت أحبهم وأفعل المستحيل ليكونو الأفضل

وأتمنى أن أجني ثمار تلك التضحيات لأبرهن لنفسي وللجميع بأنهم الأفضل

 أتذكر تلك الأم التي قالت : انتبهي لنفسك قليلا فربما يأتي يوم وتندمين مثلي لم أفهم كلمات تلك المرأة قلت لها:أبنائي الأفضل ويستحقون مني كل هذا التعب والشقاء غدا سيقدرون هذا التعب فتقول لي ساخرة:تعبت يا ابنتي قبلك ولم أرى سوى النكران والجحود وأقول لها:أبنائي ليسوا مثل ابنائك إنهم الأفضل ذهبت تلك الأم وخلفت ورائها ابتسامة ساخرة مليئة بالمرارة والألم ارجعتني ذاكرتي لتلك الأم بعد سنين وكأنها الآن تقف أمامي صدقت تلك الأم بكل كلامها عجبا لأيام وسنين ضاعت وجسد تجعد وما عاد يقوى لا ألوم سوى نفسي لماذا لم تردعني؟ لماذا لم أكون أنانيه واه أسفاه على تضحية فشلت لأبناء لا يستحقون.نصيحتي لكي يا ابنتي كوني أميرة نفسك، السنين تلهيك عن أحلامك اجعلي لنفسك الأولوية كوني أنانية قليلا أحبي أبنائك بإعتدال ودلليهم بإعتدال واجعلي نفسك فوق أي اعتبار.