مقابر المأمون (الجزء الأول)

يبدأ النعش بالتحرك لكنه ثقيل لم يتم الصلاة عليه لرفضه دخول المسجد وبالتالي انتقل به أهلهإلي مقابر العائلة جميع النسوة يرتدين الأسود أما الرجال بين مشمئز وممتعض وبين مستغفر مع التكبيرات المترددة التي يلهث بها الجميع مع حمل النعش..مقابر قديمة قد لا تألفها فالمقابر بطبعها لا تؤلف تشعر بأرواح الموتي تراودك في كل مكان يظهر رجل تكاد الشيخوخة أن تأكل وجهه وثيابه وهزاله ذو لحية بيضاء تأبي الأسود.

أحمد: عاااايش

عايش: نعم يا حاج أحمد

أحمد: هل قمت بفتح المقبرة لدفن جيد

فيقف عايش منكسا الرأس مبللا جسده ووجهه من عرقه نافيا ما سأل عنه والد المتوفي

أحمد: لما؟!! وقد بدأ أن يصرخ فيه

عايش: ك كأنها موصدة بالحديد الفولاز ل لم تستجب إلا مقبرة الجياد .قالها كمن يستحضر كلماته الأخيرة لاهثا متمتما ببعض الكلمات الغير مفهومة ولكنه علي الصعيد الاخر قد رمي جمرته بالفعل فوقف الحاج أحمد يستعيذ بكلمات الله التامات فلم تستطع قدمه أن تسانده أكثرمن ذلك ووقع مغشيا عليه أما البقية فمنهم من أطلق قدمه للريح ومنهم من بصق  للنعش الملقي أرضا وفر هاربا.

عايش حاكم مقابر المأمون ووارثها أبا عن جدا ككل شئ ورثه منهم رجل في بداية الخمسين من عمره ملامحه شديدة السمار يمتاز بعينين واسعتين يملأهما الدهاء والكذب لا تشعر بالارتياح عند النظر إليهما ؟ أين الجثة قالها عايش بفزع بين الوالد المغشي عليه وبين المتوفي الهارب من الصندوق والداخل إلي المقبرة ثم أوصدت المقبرة أخرأقفلاها...

جيد شاب لم يتعدي عمره الخامسة والعشرون عاما ولد يتيما فقد ماتت أمه أثناء ولادته محبا للحياة أو قابضا عليها إن صح القول يتميز بالذكاء الشديد منذ يوم ولادته لا يعرف أحدا غير أبيه بالطبع لأن أبيه وحيدا وأما خالاته فقاموا بالهجرة بعد ساعات من وفاة والدته طويل عريض المنكبين يرتدي تلك النظارة الطبية المصاحبة له دوما ذو لونين للعين فاليمني أزرق واليسري تميل للأخضر أما شعره فخصلات بنية ذهبية وارثها عن والدته

في إحدي شركات الاستثمار والتي يظهر عليها الفخامة والمفروشة بالكثير من الأثاث الحديث يعمل بها أحمد مدير التسويق الداخلي للشركة. تطرق السكرتيرة الباب ثم تدخل

لمياء: أستاذ جيد والدك أستاذ أحمد بالخارج يريد أن يقابلك لأمر هام

جيد وقد بدأت الحماسة تلتمع بعينيه حسنا ادخليه بعد قليل وأخريه بعذر مكالمة طارئة من الخارج ،تخرج السكرتيرة من المكتب ويستند جيد بظهره إلي كرسيه قابضا يديه أمام صدره

"لابد أنه عرف كل شئ ولم ينتظر حتي أن أعود للبيت وجاء مسرعا ولكن ما لا يعلمه ولن يعلمه أن الأمر قد انتهي وقام بتفريغ خزينه مسدسه برأسه مع كاتم الصوت الأمثل لتدخل السكرتيرة صارخة باتجاه الجثة المنفجرة أحشائها لم تكن ميتة عادية الرصاصة لم تصب الرأس أما الجسم فقد بدي في حالة تآكل مزري الآن سيجتاح الأمان العالم مرة أخري...

أما عن الجثة الهاربة لتلك المقبرة فهي تعفنت في توها واصبحت تخرج سوائلها اللزجة العفنة لا تستطيع رؤيتها ولكن ماذا؟! إن الجثة تتحرك بالقبر نعم لم تكن ميتة ولم تكن حية يجتاح جيد الرعب مما رآه ويشعر به والغريب أن جميع حواسه مازات تعمل ويشم تلك الرائحة العفنة من حوله وكأنه شيئا يستعد للهجوم عليه ففي ركن علي بعد نظره ليس بالبعيد عنه يحلس جثتين بوضعيه القرفصاء لرجل وإمراة ولكن كيف ؟ هل يحق للرجل والمرأة الدفن في مقبرة واحدة؟ اما الركن الأخر يجلس فيه شئ أو شبه شئ فالجسد غير مكتمل علي أية صورة والجانب الأخر تجلس إمرأة تشبه الحية في فحيحها وحركتها ولكنها جسد غير مكتمل نصه إنسان والأخر حية.

يجتاحه الرعب لا يدري ماذا يفعل إلا أن يتراجع بظهره للخلف حتي تنزلق قدماه ملتصقة بتلك الفتاة الصغيره الفاقدة عيناها منكسة الرأس بأية حال لا تتعدي الإحدي عشرة عاما خائفة ملتصقة بنفسها حاول جيد أن يطمئنها ويطمن نفسه ولكن الحق أن الفتاة الصغيرة كانت تشبه الملائكة في ملمسها ورقتها ولكن إنهم الأن يقتربون  وبين صرخاته المكتومة وانفعالاته محاوطا ذلك الملاك الصغير يري أمامه كل الحقيقة..

#يتبع 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author