مقبرة الأطفال

هل من الممكن ان يعلم الانسان كم سيقضي في هذه الدنيا من أعوام؟

هل هناك طريقه لمعرفة العمر الحقيقي لك قبل ان يدركك الأجل؟

قد يرد البعض ان هذا محال.. فهذا ضرب من الإلحاد

فليس لأحد ان يعلم حقيقة اجله فهو من الغيبيات 

نعم.. هذا كلام دقيق اذا افترضنا ان العمر هو عبارة عن عدد معين من الايام او الاعوام التي يعيشها الإنسان 

لكن في الواقع هناك تعريف مغاير تماما للأعمار.. 

فبعض الناس تمتد أعمارهم الى ما بعد موتهم عشرات القرون.. 

وبعضهم قد يندثر وهو لا يزال في حكم الاحياء..

اما سمعتم امير الشعراء يقول.. 

دقات قلب المرء قائلة له

ان الحياة دقائق وثوان

فاصنع لنفسك بعد العمر ذكراها 

فالذكر للانسان عمر ثان

ها هو معلما وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم قضى عمره الشريف الذي هو في مقاييس الاجل قد انتهى منذ اكثر من 13 قرن لكن ذكره لا يزال يغمر ارجاء المعمورة وكلماته لا يكاد يشرق نهار يوم في قطر من الاقطار الا ويتردد صداها على ملايين المسامع

وقد قال رب العزة "ورفعنا لك ذكرك"

وإليكم هذه القصة الرمزية القصيرة

يحكى ان رجلا مر بقرية من القرى وقد الجئته حاجة السفر ان بستظل بظل شجرة كانت قريبة من مقبرة تلك القرية.. فلما اسند ظهره للشجرة.. بدأ يراوح نظره بين القبور.. فلاحظ ملاحظة عجيبه ان جل اهل هذه المقبرة هم من الأطفال فشدته حبال الحيرة والدهشة

فبحث عن صاحب القرية فوجدا شيخا مسنا قد بدت علامات الكبر واضحة جلية عليه.. فعندما سأله عن السبب قال : اي بني ان نظامنا في هذه القرية مختلف عن باقي القرى.. فنحن لا نضع على قبر الانسان كم عاش من اعوام.. ولكن نضع على قبره عمره حسب انجازه فبعضهم قد قدر عمره بالايام وبعضهم بالأشهر وبعضهم بالأعوام.. وهذا السبب الذي رأيت فيه ان معظم القبور اصحبها لم يتجاوزوا الأشهر.

لذلك لا بد للانسان من انجاز يذكره الناس به بعد موته فيترحمون عليه ويذكرونه بالخير

نسأل الله لنا ولكم حسن الختام