شكى شاب ذات يوم الحياة ومرها لرجل حكيم، طالباً منه ان يطلعه على سر الحياة السعيدة، وافق الحكيم على طلب الشاب واخبره ان الحل بسيط جداً كل ما عليك هو ان تملئ ملعقة بالزيت وتضعها في فمك بحيث يكون الطرف الذي يحمل الزيت الى الخارج، ثم عليك ان تتجول في ممرات بيتي هذا جميعها لكن اياك ان تسكب الزيت على الارض، فإذا عدت والزيت في الملعقة كما هو ستصبح سعيداً ابد الدهر، وافق الشاب ووضع الملعقة المملؤة بالزيت في فمه وجال ممرات البيت كلها دون ان يزيح نظره عن ملعقة الزيت خشية ان يسكب على الارض، ولما عاد الى الحكيم متماً مهمته ومنتظراً ان يصبح سعيداً سأله الحكيم هل رأيت اللوحات الجميلة على جدران الممرات فاجاب الشاب لا، فسأل الحكيم مرة اخرى هل رأيت التماثيل متقنة الصنع في الممرات فاجاب الشاب لا، فسأل الحكيم مجددا هل رأيت السجاد بديع الصنع وزاهي الالوان في الممرات فأجاب الشاب لا فلقد كنت اراقب الملعقة طيلة الوقت خشية ان يسكب الزيت على الارض.
فطلب منه الحكيم ان يسير في الممرات مرة اخرى وان يضع ملعقة الزيت ولكن في هذه المرة عليه ان لا يراقب ملعقة الزيت، فعل الشاب ما طلبه الحكيم وسار مرة اخرى في الممرات دون ان يراقب ملعقة الزيت فرأى لوحات من ابدع ما رأت عينه ورأى تماثيل تكاد تنبض بالحياة لشدة اتقانها ورأى السجاد الزاهي الذي لم ير مثله في حياته كله، وعندما وصل الى الحكيم كانت الملعقة فارغة من الزيت.
فادرك الشاب ان الحياة ليست المر فقط وليست الحلو فقط ولكن انت من تحدد ماذا سترى فاذا انشغلنا بمراقبة المر في حياتنا فلن نرى الجمال واذا استمرينا بعد النواقص لن ننعم بالموجود، فكم من نعمة نحن عنها غافلون ادركنا قيمتها بعد ان تزول، لذا اعزائي علينا جميع ان نتوقف عن مراقبة ملعقة الزيت لنرى ما سواها من جمال.
You must be logged in to post a comment.