من قاع البئر

الظلام دامس حولي لا أكاد أرى اي بصيص للنور، ولا أدري ماذا أفعل لأخرج من ظلمتي الى ان قررت في يوم من الايام محاولة النداء  لعل احدهم ينقذني، واثناء ندائي فجأة رأيت شيء يتدلى لي تحسسته وتلمسته امسكت به لأتأكد انه حبل ثابت لا ينقطع و بدأت
أسمع صوت رقيق من الاعلى يقول لي: هيا تعال اصعد انني اريد انقاذك.

 وبدأت بالتثبت بالحبل ممسكا به بكلتا يدي غير عابئ بمصدر هذا الصوت وتملئني ثقة عمياء بصاحب هذا الصوت معتقدا انه قد تم اخيرا استجابة ندائه وان احد ما يريد انقاذي فعلا، وان ذلك الاحد قد سمع ندائي و يريد انقاذي من معاناتي، فكما اعتدت ان اعتقد ان كل من هم في الاعلى طيبون يريدون انقاذي ولم أخذ في حسباني ان هناك اشخاص  يحاولون ابقائي في القاع محاولة منهم لخداعي لأبقى على حالي.

 و سرعان ما بدأت التسلق ولكن سرعان ما بدأت أسمع ضحكات وسخريات من فوق، ولكنني لم أعبأ بذلك محاولا التظاهر انني لم أسمع شيئا، ولكن ما ان وصلت الى نصف الطريق تحول هذا الحبل الى افعى التفت حولي وبدأت تعتصرني وصاحبها ضحكات وقهقهات.

وتحول ذلك الصوت الرقيق الى فحيح قال لي في نبرة عدائية: انها خدعة ايها الابله وأمثالك من هم في القاع سيظل مكانهم في القاع فلا تحاول الخروج منه.

وعندما سمعت هذه الكلمات حاولت الافلات من الحبل ولكن عبثا  فقد ظل الحل يلتف حولي ويعصرني، وعاودني ذلك  الصوت الذي استمر بالضحك والقهقه وبدأ بالقول:  يا ابله يا ضعيف يا احمق الا تدري اننا الوحوش التي نصطاد امثالك من الحمقى.

 وتجمدت لا أدري ماذا أفعل من شدة الالم، ولكن سرعان ما انفجر شيء في داخلي ادى بي الى اطلاق صرخة جعلت من ذلك الشيء يفلت الحبل لأسقط في قاع البئر لأعود الى مكاني في قاع البئر، متكور على نفسي أتحسس الامي .

وزاد احباطي بسبب ما حدث وبدأ الظلام يشتد علي شيئا فشيئا، ولكن قد تغير في شيء بسيط فلم أعد أنادي من هم بالأعلى كي ينقذوني انما اكتفيت بالهمسات مرددا انقذوني، انقذوني، انقذوني الى ان اختفى صوتي في الظلمة.

وقد غرقت في يأسي ولم أعد أحاول ان أطلب النجدة من احد كي يساعدني.

الا انني لم افقد الامل بعد وما زال تلك حتى ولوكانت صغيرة تنبض في داخلي. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author