أتذكر ذلك اليوم وبداخلي أمل أن لا أسمع ذلك الخبر جلست على ذلك الكرسي بانتظار أن يحين دوري لأرى والدي المنهك المريض انتظرت لأكتر من ساعه إلا أن كان موعد الزيارة ويداي ترتجفان وقلبي ينبض بسرعه وكأنه يعلم بأن أمرا سيئا سيحصل.
أصبحت دقات قلبي تتزايد شيئا فشيئا حتى وصلت تلك الغرفه اقتربت بهدوء لأرى والدي ممدا على سريره وقد غاب عن الوعي لساعاات قلت في نفسي: بأنني بهذه الزيارة سأراه كما كنت أراه دائما قويا متماسكا وسيروي لي بعضا من قصصه ويحتضنني ويقبلني كما كان يفعل دائما
حزنت واجهشت بالبكاء حين رأيته ممدا لا حيلة له نائم غارق في أحلامه ناديته أبي هل تسمعني؟ أبي أنا هنا بقربك أبي أرجوك استيقظ لا أريد منك سوى أن تحدثني أرجوك يا أبي استيقظ أرجوك يا أبي أنت سندي الوحيد في هذه الحياة المتعبة أنت قدوتي الأجمل أنت كل شيء في حياتي بدونك يا أبي أنا لا شيء أعرف أنك تسمعني سأقبل رأسك ويديك وسأقرأ لك بعض من آيات القرآن بدأت بالقراءة والدموع تملأ عيني تارة أقرأ وتارة أنظر إليه أكملت القراءة وشارفت على الانتهاء وأنا أمسك يده شعرت به وقد ضغط على يدي وكأنه يسمعني أصابتني الفرحه وحمدت الله كثيرا شعرت بأمل ينتابني أبي سيستيقظ ويرجع كما كمان.
غادرت بعد انتهاء الزيارة وكلي أمل أن أرجع لأرى أبي ذلك الرجل القوي الذي لطالما كنت اتباهى به أمام الجميع ولكن لم أستطع أن أزيل منظر والدي المدد المنهك على ذلك السرير وكلما كنت أتذكره أبدا البكاء من جديد حاولت جاهدة التخلص من أي شعور سيء وبقيت متمسكه بالأمل بأنه سيتحسن ويصبح أفضل بكثير لم أنم تلك الليلة كنت أنتظر أن تشرق الشمس لأذهب لزيارته كانت ليلة طويلة متعبة مليئة بالتوتر
هاقد أشرقت الشمس ذهبت مسرعة لبست ملابسي وركبت الحافلة وبدأت أقول :لماذا تلك الحافلة تمشي ببطء شديد ؟؟؟ اسرعي أيتها الحافلة اللعينه أريد الذهاب إلى أبي أنا متأكدة أنه ينتظرني وهو متشوق لرؤيتي مثلما أنا كذلك
وصلت الحافله ونزلت عند باب المستشفى حينها توقفت لا اعلم لماذا انتابني شعور غريب لن أنساه ما حييت أحسست بقدامي وكأنها توقفت ولا تريد المسير خطواتي كانت غير المعتاد تارة اتقدم وتارة أرجع للوراء وصلت بعد وقت إلى هناك والجميع قد ظهر عليهم الشحوب والحزن ماذا هناك؟ لماذا تبكون ؟ هل ما زال أبي ممدا؟ اجيبوني ارجوكم قالت لي أختي: البقاء لله والدنا توفى ماذا ماذا تقولين؟ أنت تكذبين ابتعدي عني أيتها الكاذبه ابتعدوا جميعا عني انتم كاذبون.
ذهبت لغرفة أبي تلك الغرفة بستائرها الزرقاء القاتمه أبي أبي أبي أرجوك استيقظ إنهم كاذبون أبي انا ابنتك التي لطالما احببتك أبي أيها الغالي أرجوك أرجوك لا تتركني بهذا العالم البائس وحدي أرجوك يا أبي أرجوك لم يسمعني ولم يجب عندها أدركت أنهم صادقون.
أتى الجميع وأنا بين حلم مرير وواقع بائس كلهم يقاومون:عظم الله أجركم وأنا في عالم آخر عالم لا أسمع سوى أصوات من حولي ابتعدوا أريد تقبيل أبي قبلت يداه ووجهه وقدماه وعلمت بأن بموت أبي سيموت كل شيء رحمك الله يا اغلى من فارقت ستبقى حبا احكيه لابنائي واحفادي رحمك الله يا قطعة من قلبي فارقت.
You must be logged in to post a comment.