هنا أفرح وهنا أحزن

 

كنتُ أُعيش مع عائلتي في الإمارات العربية المتحدة حصلت على منحة دراسية لكلية الطب في بريطانيا

في أول من ستمبر سافرت إلى بريطانيا حتى عائلتي هنا (أمي، أبي، أخواني، أخواتي، أصدقائي، جميع أحبتي) كنت أريد الحصول على الجنسية وأعود إلى وطني بإنتصاراتي لكن شاء القدر أن أعود إلى وطني دون شيء فارغ اليدين منكسر القلب وينبض بالموت. سنين الغربة عادلة سنين عمري، 

أنهيت سنة الأولى والثانية والثالثة كانت أصعب مما كنت أعتقد في السنة التالية وصل لي خبر أصابني بالجنون كسر قلبي وخرق عقلي وفاة أبي لم أقدر على العودة لرؤيته للمره الأخيرة ويا ويلي ويا وجع قلبي رجلاً يبكي على وسادتة قهراً وألماً وأي رجال تبكي... ضجة المجالس بذكره وأن جالس أبكي عليه قهراً وغلاً.

وبعد مرور الثلاثُ سنوات على فراق أبي كتبتُ له ورقة لدفنها في الترابة أبي الغالي  أتعلم أني فقدت أغلى ما أملك فقدك فاجعة وفاتك كانت لي صدمة كبيرة جداً وقهري عليك حين دفنت دون أن أودعك أقبل رأسك للمرة الأخيرة أقول لك وداعاً صديقي العزيز  وداعاً أبي الحبيب وداعاً لمن أمسك يدي وقال لي عش حراً وأصنع وأحلم طالما أنا بجانبك أبي كنتُ هنا أفرح وهنا أحزن وهذا وصف الغربة عشتُ وحيداً، سأعود غداً إلى أرض الوطن فارغ العيد منكسر الجناح .

قبل لحظة صعودي إلى الطائرة مر بعقلي طيف أبي طائراً قائلاً: إياك أن تعود منكسر الجناح فارغ اليدين منهزماً أجل أبيك  التاريخٌ بعد مماته 

أبقى على حسن ضن بك وضن أمك وحدك تعلم حجم الالامها ثم أنصرف طير غاضباً فكرتُ وفكرتُ كثيرة بالحظة اخرجتُ الورقة من حقيبتي مزقتها ونثرتها بالهواء عدت إلى الجامعة لأكمال دراستي وعلى رغم من مرارتها إلا اني سأقاوم ويارب حفف عنا أوجاع الغربة وبعد غياب خمسة عشر عاماً عدتُ حاملاً بيدي إنتصاري وفرحة عائلتي وأحلام أبي 

قاومت ألامي وحزني حتى وصلت إلى ما أريد أبي الحبيب مهما طالع بعدك سأجعل أسم وصفاً يعجز الجميع عن تحليله.

 وتعلمت  هنا الثقافات والحضارات العالمية أدركت شيئا لم أدركه من ذي قبل كنتُ رغم يقيني أني مغترب أُحاول العيش بكل سلام وهدوء حذر لم إلِتفت لجميع المراحل الصعبة أخذت أبي قدوتاً في حياتي حتى بعد مماته والآن أنا من أشهر الأطباء في العالم هذا انتصاري حقاً

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author