جلس القاضي وعلى يمينه وكيل النيابة وعلى يساره المحامي وكأنه في المحكمة، تم الحديث ابتدأً بحمدي، فجلس في المنتصف بالمقعد المقابل بالقاضي.
- قال القاضي: أين كنت وقت ارتكاب الجريمة؟
- قال حمدي: كنت مع رمزي كما ذكرنا في المرة الماضية.
- رد القاضي: قلت أنكم خرجتم في عطلتكم تتمشون ثم تناولتم الفطور، ولكن ألا ترى أنها مصادفة أنكم لم تفعلوا ذلك من قبل، هل تدارون على بعضكم البعض؟ تذكر تلك المتفجرات، عليك أن تقول الحقيقة.
توتر حمدي وتصبب عرقا وأخرج منديله ليمسح وجهه، ثم قال: سأخبركم بالحقيقة، عندما ذهبنا إلى شقة هالة في ليلة الاحتفال كنت واقفا بالشرفة أدخن، وأخرجت هاتفي عندما سمعت تنبيه لإشعار، لأرى الرسالة التي وصلتني، فكانت من شخصا مجهول أخبرني أنه يعلم أنى سمسارا للعقارات، وأخبرني أنه يملك منزلا يريد بيعه ف.. فقررت أن أبيع شقته بعيدا عن الشركة وأخذ العمولة كلها لنفسي، لأنه حدثني مباشرة ولم يأتي عن طريق الشركة، فاتفقنا على رؤية الشقة في الصباح عند الساعة الثامنة، فاستيقظت مبكرا وكان رمزي يسكن معي بنفس الغرفة وكان نائما آن ذاك، أما فاروق فكانت له غرفة بمفرده لذلك لا أعلم هل كان بالغرفة ام لا، فباب الغرفة كان مغلقا وخرجت من الشقة مسرعا في الساعة السابعة صباحا، ووصلت في الميعاد بالشارع الذى كان بالرسالة، وظللت منتظر، منتظر، ولم يأتي أحد وأرسلت رسالة له مرارا وتكرارا، ولكنه لم يجب وانتظرت نصف ساعة، وعندما قررت العودة اتصل بي رمزي يسألني أين أنا، فأخبرته بمكاني ثم قال لي أنه بمطعم قريبا مني، وطلب مني أن أذهب إليه فوصلت في خلال ربع ساعة وتقابلنا معا في التاسعة إلا ربع وتناولنا الفطور، وعند عودتنا إلى الشقة علمنا بما حدث، فقررنا تثبيت أقوالنا أننا كنا معا منذ الصباح تجنبا للشبهات، كما أننا كنا معا بالمطعم بشهادة الجميع، وعندما تم سؤالي عن تلك الربع ساعة أخبرتهم أنى كنت أدخن خارج المطعم، وما إن انتهيت دخلت وجلست معه.
- قال القاضي: أنت بفعلتك هذه عرقلت مسار القضية وزدتها سوءا.
- سأل القاضي: حدثني عن دليل براءتك بخصوص سرقة شركة العقارات.
- رد حمدي قائلا: السرقة حدثت في الواحدة بعد منتصف الليل حسب تسجيل كاميرات الشركة، ودليل براءتي أنى كنت بالشقة التي أتشارك بها مع رمزي وفاروق، وفي الساعة الحادية عشر مساءاً قررت دخول الشرفة التي بالصالة لأدخن بعض السجائر، وغفوت على الكرسي الموجود قليلا دون أن أشعر، ولكن أُغلق باب الشرفة دون أن يلحظ أحد وجودي، وعندما أفقت من غفوتي طرقت باب الشرفة ولكن لم يسمعني أحد، وأقمت تلك الليلة بالشرفة، فعندما فتح فاروق باب الشرفة في الصباح وجدني مريضا نائما بالأرض وأدخلني إلى غرفتي، وظل رمزي يعتذر لي لأنه هو من أغلق الباب دون أن يلحظ وجودي، وظن أنى أتحدث مع فاروق بغرفته، ثم تغيبت عن العمل بسبب مرضي، وعندما عاد رمزي وفاروق من العمل أخبراني بأمر سرقة الشركة.
-سأل القاضي أخر سؤال: هل هناك شيء أخر تريد قوله؟
-رد حمدي: لا لقد انهيت كلامي
طلب القاضي التحقيق مع رمزي،
- وقال القاضي: أخبرني أين كنت وقت ارتكاب الجريمة؟ ولا تكذب فتم ازالة دليل براءتك وقد اعترف حمدي بالحقيقة.
كان رمزي شديد الهدوء ولم يبالى باكتشافهم الحقيقة،
-ورد قائلا: كنت سأقول الحقيقة في كل الاحوال، فأنا لا أريد أن أموت متفجرا، في حقيقة الامر أن نومي خفيف، وشعرت بتحركات حمدي لأننا نقيم بنفس الغرفة، فاستيقظت ونزل حمدي دون أن يشعر باستيقاظي، وبعد لحظات جاءتني مكالمة من رقم غريب وكان المتحدث رجلا قال لي: هل أنت الأخ الأكبر لفتاة تدعى ياسمين، فقلت نعم ما الأمر؟
You must be logged in to post a comment.