عطارد

      عطارد، أقرب كوكب في المجموعة الشمسية الى الشمس، تلك الصخرة العائمة في الفضاء، قد يبدو لك هذا الكوكب مملا، لكنه شيق جدا.

   يتكون كوكب عطارد من 70 بالمئة معادن و 30 بالمئة من مواد السيليكات، لذا كوكب عطارد معدني أكثر مما هو صخري، ولهذا السبب عطارد يملك ثاني أعلى كثافة في مجموعتنا الشمسية (5.427 غرامات لكل سانتيمتر مكعب)، أي أنه أقل كثافة بكمية بسيطة من أعلى كثافة في مجموتنا الشمسية، ألا وهي كوكب الأرض بمعدل كثافة (5.515 غرامات لكل سانتيمتر مكعب.

   الجاذبية على كوكب عطارد أقل بقليل من الجاذبية على كوكب المريخ، فالجاذبية على عطارد تساوي (3.7 متر لكل ثانية مربعة)، والجاذبية على كوكب المريخ تساوي (3.711 متر لكل ثانية مربعة).

   ماذا عن سطح كوكب عطارد؟ أولا الحرارة على سطح كوكب عطارد مختلفة تماما عما هي على سطح كوكبنا، ليس ذلك فقط، درجة الحرارة تختلف بشكل هائل من مكان الى مكان على سطح الكوكب نفسه، حيث يمكن أن تصل الى سالب 173 سيليسيوس و ترتفع الى موجب 426 سيليسيوس، بالإضافة الى أنه لا يمكن لدرجة الحرارة أن ترتفع أكثر من سالب 93 سيليسيوس عند القطبين و ذلك يعود لعدم وجود غلاف جوي لحفظ الحرارة. تكون درجة الحرارة موجب 426 سيليسيوس لوجه الكوكب المقابل للشمس بينما يكون معدل الحرارة سالب 163 سيليسيوس للوجه البعيد عن الشمس. أيضا أكدت وكالة الفضاء ناسا على وجود الماء بشكله الثلجي على سطح الكوكب.

   على الرغم من صغر حجم هذا الكوكب إلا أنه يمتلك مجال مغناطيسي خاص به على غرار كوكب المريخ الذي يفتقر له، صحيح أنه قليل جدا و يساوي 1.1 بالمئة من المجال المغناطيسي الموجود لكوكب الأرض، لكنه لازال قويا كفاية لدفع بعض الرياح الشمسية حول الكوكب.

   والان سأتحدث عن مدار الكوكب و دورانه حول نفسه، و هو موضوع ممتع. عطارد يمتلك أكثر مدار غريب الأطوار في المجموعة الشمسية، حيث يتراوح بعد الكوكب عن الشمس من حوالي 46 مليون كيلومترالى حوالي 70 مليون كيلومتر. 

   يستغرق كوكب عطارد 88  يوما أرضيا للدوران حول الشمس دورة كاملة، بمعنى اخر فالسنة على عطارد تساوي 88 يوما على الكرة الأرضية، ليس ذلك فقط، عطارد يدور حول نفسه ثلاث دورات كل دورتين له حول الشمس ، و بمعنى اخر فاليوم الواحد على عطارد يساوي 176 يوما أرضيا.