رواية لحظات الظلام

أول جزء بعنوان 

( رافاييل / Rafael )

 

1

 

- .. " دوناااتييل !!!!..

فتحت عيني برعب اعتدته ..وكالعادة ايضا أنادي ذات الاسم وأنا امد يدي كما لو انني سأمسك بشيء ما .. هذا ليس غريبا فقد تكررت هذه العادة كثيرا بالفترة الاخيرة.. ذات الحلم ..او الكابوس بالاحرى .. لذات الذكرى وفي ذات اليوم من كل عام ..كم اكره هذا ..

 

جال بعينيه في انحاء الغرفة. كان الضوء الصباحي يملاؤها بالدفء. الستائر تتطاير مع هبات نسيم الصباح .. مسح بيده على جبينه المتعرق. تنهد وهو ينظر الى الساعة الموضوعة على المكتب قرب سريره قبل ان يعود للاستلقاء وهو يختبيء تحت الغطاء 

- تبا.. الساعة لا تزال الثامنة والنصف وقد استيقظت .. لو انني أردت ذلك لشيء مهم لما حدث .. هذا مبكر جدا . ليتني أنام للأبد .. اوه لا هذا الموت.. حسنا ليتني انام لكن دون خسارة حياتي او شبابي ثم استيقظ بعد الف عام لاكمل حياتي.. لكن لحظة .. مالفائدة من هذا؟؟! أه..يبدو ان دماغي لم يستيقظ تماما بعد لذا بدأت التفاهات بالانطلاق ... المهم الان علي أن انام قبل ان تهرب رغبتي في هذا وقبل شعور أحد باستيقاظي . ""

 

بالكاد اغمض عينيه وما ان استرخى حتى بدأ صوت عالي بالدوي في الغرفة لينتفض فزعا من جديد

امسك هاتفه الذي كان مصدر الصوت مقطب الجبين و بشيء من الانزعاج قبل ان يلمس الشاشة ويضعه على اذنه ويقول مباشرة .

- متى دخلت غرفتي؟؟!

- هههه اخيرا استيقظت .. صباح الخير رافاييل 

- متى دخلت غرفتي؟؟!!!! / بحدة اكثر/

- لا تغضب والا اتيت وهشمت رأسك .. دخلت منذ المساء لانني توقعت إغلاقك الهاتف ليلا حتى لا أوقظك ب هذه الطريقة ككل يوم . كنت نائمة فأزلت القفل ووضعته اسفل راسك.. ذكي اليس كذلك ههههه

- لكنني قمت بقفل الغرفة بعد دخولها 

- وأيضا نسيتَ امر احتفاظي بنسخة عن مفتاح غرفتك 

- انت تحب ازعاجي حقا !!

- لانك تبدو ظريفا وانت منزعج .. المهم الان يا كسول . انتظرك في الاسفل فالافطار جاهز . معك ربع ساعة لتنزل 

- هذا الوقت لا يكفيني لغسل وجهي !!!!

- لقد حذرتك لا تجبرني على الصعود يا فتى !

- حسنا حسنا لا تصرخ.. ساحاول الا اتأخر..

- طفل مطيع.. اه صحيح... عيد مولد سعيد صغيري

-. .... أمم . صباح النور لك أيضا .. سآتيك حالا

- انتظرك ..

 

اغلق الهاتف وبقي متسمرا في سريره للحظات .. اليوم يكمل الثالثة والعشرين من العمر حقا !! هو لم يتوقع ان يصل لهذا اليوم... كانت سنينا صعبة بالفعل .. تنهد وعاد للاستلقاء وغطى نفسه من جديد وبقي على هذه الحالة عدة دقائق طالت بعض الشيء حتى انكسر حاجز الصمت مجددا برنين الهاتف

انتفض وفتح السماعة وصرخ باعلى صوته. '' قااااااادمممم!!!!!'' قبل أن يرميه بعنف ليتفكك لقطعه ... تنهد قبل ان يجلس و أخذ يتمدد ليزيل الكسل عنه .. عليه النزول مسرعا وإلا سيأتيه العجوز جان .. ابتسم بهدوء وهو ينظر بتمعن للصورة الموضوعة في اطار على المكتب قرب سريره.. قرب الصورة الى قلبه ثم تنهد وهو يعيدها مكانها ويهمس

- " كل عام وانت بخير يا عزيزي .. عيد مولد سعيد لنا .. دوناتيل ."..

خرج من السرير متجها للحمام لغسل وجهه قبل أن يهبط السلالم للطابق الارضي حيث قابلته ابتسامة جان الذي ينتظره على طاولة الافطار

 

 

 

(( حسنا لنتعرف على شخصيتنا 

من أنا ؟؟

رافاييل وايت .. اعتبر مالكا او وريثا لسلسلة شركات وايت الشهيرة .. بماذا تختص هذه الشركة؟؟ في الواقع لا اعرف فانا مجرد اسم لا اكثر .. المدير الواقعي لها هو العم جان أحد اقربائي .. هوي الذي يتصرف بكل تلك الاشياء التي لا اهتم لشرحها الان 

اعيش في بيت العائلة الضخم .. منزل مكون من ست طوابق اسكنها وحدي مع العم جان في القسم العائلي .. اما القسم الاخر للعمال والخدم او بالاحرى جزء صغير من الشركة تم نقله ليبقى جان قريبا مني في البيت حتى عند عمله .. المهم. توفي والداي في صغري وانا وحدي من وقتها ليبقى جان عائلتي الوحيدة.. تقريبا.. 

لن اشرح اكثر من هذا. . فتفاصيل اكثر ستكون لاحقة ))

 

جلست في الصالة أعبث بهاتفي عله يعود لعمل بعد صدمة الصباح.. كان الامر مزعجا لكن الذنب ليس ذنب الجهاز. ومن حسن الحظ عاد للعمل 

لحظات وشعرت بمن يعبث بشعري ..لم امنعه فانا اعرف كم يحب بعثرته .. لكن أن يشده للللاااا

- عمي توقف هذا مؤلم

- الآن تقول عمي وفي الصباح تصرخ بوجهي 

- تعلم كم اكره الاستيقاظ على يديك.. اااع توقف

- شعرك الاببض هذا مستفز ..لا يمكنني السيطرة على نفسي ايها العجوز الشاب

- اعيدها للمرة المليون .. اشقر بدرجة فاتحة.. ولست العجوز هنا لا ازال بال 22

- تعني انني اعجوز ايها التافه 

- ههههه جاان توقف أرجوك. سيتساقط شعري

-(تركه وابتسم ) ضحكت اخيرا . ظننتك ستظل عابسا جوال النهار!

- لن أفعل.. سينتهي في النهاية كغيره من الأيام

- أريد تصحيح عمرك.. انت الآن بال23 ليس 22

-لا فرق بينهما يا عم ..( وهو يرخي رأسه للخلف)

- بلى .فقد اصبحت اكبر .. في مثل عمرك والدك ...

- ( قاطعه بملل) لا تكمل.. أعرف .. والدي تزوج ب هذا العمر .. وأنا لدي خطيبة ولو انها هتا لتزوجتها .. لا ارى اي فرق.. 

- تكرر هذه الجملة لكنك جبان ولا تعنيها..المهم الآن. ما مشاريعك اليوم ؟؟؟

- زيارة والداي فقط.. لا ارغب بشيء آخر

- متى ستعود .!؟؟ ساعة؟ ساعتين؟؟ ستتأخر؟

- لا أدري لكن. لحظة لمَ تسأل؟؟

- فضول .. 

- عم جان لا تخطط لشيء.. تعرف ان هذا سيزعجني ... اريد انتهاء اليوم فقط اتفقنا؟!!

-( هجم عليه وهو بضحك ليعصره بين ذراعيه ) منذ متى أتلقى اوامري منك أنت ايها الصعلوك!؟!؟ ألن تتأدب أبدا!!؟!

- توووقف أنت تخنقني . عم جاان ارجوك

- تظل صغيرا ..( خفف عنه وابتسم بحنان قبل ان يعبث بشعره بهدوء)

- صغيرا أو كبيرا .. بجثتك هذه يمكنك سحقي بسهولة .. على كل الأحوال لن أتأخر .. 

-حسنا. اه صحيح.. جافير قادم الليلة

- اهذا تري ألا أتاخر؟؟ قل هذا من البداية ببساطة

- حاول القدوم قبل وصوله والا تعلم كيف يوبخك

- اجل اجل.. اعلم اذكر افهم.. هل من تعليقات أخرى؟؟

-- اممم. اجل.. لا ترتدي الاسود عند ذهابك..

- ( صمت للحظة قبل أن ينهض بهدوء وهو يخرج.. ) حفظت جملتك هذه .. لن يحب والداك رؤيتك متشحا بالسواد.. لن أرتديه.. ولن أتأخر.. أراك لاحقا عم جان .

( خرج مم الغرفة متجها لأعلى قبل أن يترك البيت مع سائقه الخاص متجها لوالديه

في المقبرة )

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author