حِزنا حيوانات أليفة لم تبق كثيراً بحياتنا ، ما دامت رفقتها بموت أو فقد والمرء منا يسأل هي رفات باتت لا بعث بعدها ؟! سُخرت لنا لنزدان بجمالها أو حمل أثقالنا أو منافع أخرى، لكن هل تبعث يوم القيامة ؟!
عقيدة المسلم انه يبعث للحساب ويلقفف الكتاب والوضع بالميزان فإمّا نعيم أبدي بجنة خالدة أو شقاء أبدي بنار تتلهب خالدة ، أما حال الحيوانات فمختلف به بين العلماء لا قطع فيه، وذلك في ثلاث أقوال تبناها العلماء
القول الأول :
الحيوان يحشر ويقتص بعضه من بعض
أرأيت إلى ذلك القط كيف خدش وجه القط الآخر؟!يؤتى بهما ويقتص للمجني عليه على الجاني ، هذا يوم العدل الحق لا ظلم اليوم حتى في عالم الحيوان وهذا أشار اليه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه (لَتُؤَدُّنَّ الحُقُوقَ إلى أهْلِها يَومَ القِيامَةِ، حتَّى يُقادَ لِلشّاةِ الجَلْحاءِ، مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ) ، إذ تحشر الحيوانات جميعاً ويقول الخالق سبحانه : ( وإذا الوحوش حشرت) و قوله تعالى : ( وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ وَلا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيهِ إِلّا أُمَمٌ أَمثالُكُم ما فَرَّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِم يُحشَرونَ) ثم إلى ربهم يحشرون دون استثناء أمم من الأمم، وهذا القول مما رجحه جماعة من الصحابة كأبي هريرة وأبي ذر و عمرو بن العاص رضي الله عنهم جميعا بالإضافة إلى ذهاب الحسن البصري و ابن تيمية تفسيرهما آخر سورة عم قول الكافر ( ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً ) أن ينال الكفار ما نال الحيوانات بفناء الحياة وجعلهم تراباً
القول الثاني
لا تبعث الحيوانات والحشر هنا مقصود بها الموت كما فسرها ابن عباس رضي الله عنه فكيف لله ان يحاسب من لم يكلف ؟! اذ أنّ الاقتصاص يكون بحكم المجازات والتهويل و التخويف من يوم القيامة للإنسان وتبنى هذا القول الأشاعرة
القول الثالث
لم يقطعوا بالنص بين بعث للحيوانات ولا، وقفوا عن ذلك تعظيما لعالم الغيب الذي لا يعلمه الا الله وأيضا لورود من الأحاديث ظنية لا قطعية .
You must be logged in to post a comment.