يداك التي رفدَتك الى هنا ، أصابعك التي نقرت بخفةٍ ، عيناك التي تعكس أحرفي وكلماتي ليترجمها دماغك للفهم ، و عقلك ؛ عقلك الذي لو جلست عقوداً وألف دهر تبحث عن مكانه أو شكله وماهيته ؛ لا ولن تجد الجواب " أين يقع عقلي ؟ "
هل يقع في مخك ام في دماغك ، في قلبك ام في صدرك ، في يدك ام في قدمك !
فلتسأل نفسك هذا السؤال وخذ برهة من الزمن بل وخذ أكثر من ذلك .
ذو شكل دائري ام مربع الشكل أم العقل مثلث !
ذلك العقل ؛ الذي يتساءل ، يبحث ، يفكر ، يتأمل ، يقرر ، ويحلل بل و يتلاعب بنا كيف يشاء أو بالأحرى كيف نشاء .
تلك القوة الخارقة التي يفتقدها البعض ، أجل هناك إنسان كامل الحواس والبنية المادية والعضوية لكنه يفتقد لتلك القوة التي بدونها يغدو " مجنوناً "
قوةٌ أين تقع وكيف تكون وماذا فعلت لأحصل عليها ، كلها أسئلة لا جواب لها في هذا العلم اللامتناهي والذي لو اصبح متناهياً لن يجد الجواب .
فلا تجد نفسك سوى حائراً لا يسعك إلا قول : سبحان الله ! إنه واحدة من أكبر وأعظم النعم التي أنعم المعطي بها علينا من غير حول منا ، لا نراها ولا نلمسها ولا نعلم عنها إلا كيفية الاستخدام ، كل الحواس تقف مساعداتٍ فقط لهذه النعمة العظيمة " العقل "
إنه من اللامعقول ألا تقدّرَ عقلك وتكرمَه بأحسن التفكير والإبداع ، إنه من هدايا الخالق ، عقلك الذي لولاه لما كنت جالساً في مكانك الآن ، فالحمد لله عدد ما حمده الحامدون على نعمة عظيمة كهذه تضعنا امام بوابة الفهم والعلم والاكتشاف ، بهذا العقل فكر المفكرون و وجدوا حلول المشاكل و به لاقى المعلمون أرقى أساليب التعليم و به اكتشف العلماء ما اكتشفوه بل واخترع الذي اخترع ما اخترع . به كنا و به نكون و به سنكون دوماً .
وسيبقى السؤال : أين يقع عقلي ؟
You must be logged in to post a comment.