جائعون فتغذينا الكتب

نعجز أحيانًا عن فهم أقدارنا ..
نتيه في دوائر مغلقة .. نخطّ المسارات كي نعود سالمين من غير هرولات مأهولة بالتخبط وعقول اختلطت فيها الهلوسات ..
ربما لا نجد تفسيرات أحيانًا ..
نسعى نحو المُضيّ قُدمًا حتى وإن كلّفنا الأمر جهلنا بما يحدث وعدم تقديرنا لما سيحدث ..
ولو تمهّلنا ..
وإن تأملنا ...
سنجد الصراع قائم على تداعيات وهمية ..
ربما كيان وجودها حقيقي ..
لكنها بالمجمل لا تعلو على أن تكون عارض زائل ..
الأمر يتطلب المزيد من العقلانية والرسوخ بالمبادئ ..
يتطلب المزيد من الإيمان بالنفس ..
التثبّت من أنّ الذي يميزك ينقص غيرك ..
بالتالي ينهال عليك الملام ..لمجرد أنك مختلف..
يُعجز البعض أنهم غير قادرين على مجاراتك !..
فتكون الانتهاكات لحرمات عظمَتك ..
وتبدأ الاختراقات لإبداعاتك وقدسيّتها ..
فهم عاجزون ..
والعاجز لا يسعه سوى التبخيس أو النكران ..
نحن الذين شيّدو معالٍ شاهقة على الرّغم من قلّة الإمكانيات ..
بنينا أسوارنا المحصنة من فتات رموش عيوننا السّاهرة ..
فلا تهزّنا رياح عاتية ولا تُعجزنا المعارك الضّارية ..
كانوا يقولون لطالما أن هذا الجيل غير قادر على مقاومة الواقع ..
ربما أننا نعيش أوهامًا ..ستقودنا للعقلانية والواقعية المطلقة ..
تعلّمنا أن الإيمان هو الاعتقاد الجازم بوجود الشئ ..
ونحن نؤمن بأننا من سيجعل للحاضر قيمته التي فُقِدت ..
ليثور التاريخ على كل الصفحات المهترئة في الكتب القديمة ..
حتى تصحو الكلمات ..
ويعود سواد اللحية للأزهر ..
فتعود القدس كما عهدها ملوك التاريخ ..

ريثما يتحضّر البعض لحضور جلسات التسامر ..
نحن نتحضّر لبلوغ أقصى المراحل  ..
نجتذب التكهنات المطروحة ..
نصدقها ومن ثم ندحضها ..ونعاود تصديقها ..وهكذا ..
حتى نروّض عقولنا على مواكبة كل الاتجاهات وإن كانت متضادّة ..
فالضدّ يمنح الموقف قوّة ..
فلولا اختلاف الآراء مثلًا .. لما تعددت العلوم ..
ولكانت الحياة تُمارس على نسْق واحد..
فنجد من يقول (نعم) وآخر يقول (لا) ..
نوقظ حسّ المسؤولية في عقولنا ..
نزعزع أمن شهواتنا ..
نكبح ميولنا نحو الغرائز بما يقتضي ثباتنا واتزاننا ..
نحن جيل الحاضر ..
فإن وجدتم منا الضعيف المهترئ ..
فلا يُنسب إلّا لشواذّ القواعد ..
نحن الجائعون وطعامنا حروف عربية مدعّمة بالمكمّلات الروحيّة ..
ومن لا تغذيه الحروف منّا ..يأخذ جرعات الأصالة والقومية العربية المستحضرة منذ زمن عمر وعلي ..
بقلم : آلاء عفيف عرب .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ٥, ٢٠٢٢, ٨:٤٨ ص - abdalrahim mohammad
يونيو ٢٧, ٢٠٢١, ٤:١٣ ص - WA
يونيو ١٨, ٢٠٢١, ١:٤٣ ص - Tahani
يونيو ١٠, ٢٠٢١, ٣:٢٢ ص - آلاء عرب
أبريل ٢٦, ٢٠٢١, ١٢:٢٢ م - Hussam AbuHamdia
About Author