إلى من أتحرق شوقا للقياه،،،

 

أعلم أن هذه الطريقة قد تبدو قديمة بعض الشيئ، لكنني قررت أن أنتهجها كوسيلة للتواصل معك لما تحمل في ثناياها من أمل بأن أستقبل الرد الذي يطول في رحلة العودة، أو لتذلل فرصة مواساة نفسي بإختلاق عذر يقتضي بتعذر وصول الرسالة إلى صاحبها المبتغى.

لطالما كنت حالمة ومثابرة ومجتهدة ولا ألقي لصغائر الأمور بالا، لطالما سئلت عن رأيي في شتى الأمور التي ظننت بأنها مجرد تفاهات ومضيعة للوقت ولكنني كنت أسير مع التيار وأتناقش وأجادل وأستشهد ببراهين وأدلة على أمور ما هي في الحقيقة إلا من المسلمات الكونية االتي لا يحق لي الجدال والخوض فيها.

ها هو مجنون ليلى قد أمضى ليال طوال هائما في ديار ليلى يقبل ذا الجدار وذا الجدار، لا لحب الأرض ولكن لعشق سكن قلبه!! أو هذا ما إعتقد أنه يحس به.

أما أنا فأعتقد أن قيس كان مجرد شاب آخر لم يستطع الحصول على مبتغاه، فخلط شعور االرغبة الشديدة بالحصول على الشيئ مع شعور الحب الذي يتم التداول به بكثرة في هذه الأيام!!

أنا فتاة لا أؤمن بالحب ولطالما صرحت عن رأيي هذا في مجالس الخوض مع الخائضين وكنت أقول أن جُل ما يشعر به أي شاب أو فتاة تجاه الآخر لا يتعدى لحظة إنجذاب جنسي عابرة، تأتي وتمضي قبل أن يرتد إليك طرفك!

كنت أسمع عن علاقات فلان بفلانة ومعاناة حبيب مع حبيبة واشتتياق مسافر لعشيقة... وبالمقابل كنت أسمع عن طلاق بائس من بائسة وبُغض كاره لخبيثة وإنفصال جبروت عن جبروتة، كل هذا دمغ على عقلي أن لا للإرتباط والزواج لا للمعاناة والأولاد لا للمسؤولية والعناد، ولكن قلبي كان بالمرصاد!!

منذ أن تعاملت معك وسمعت منطقك ورأيت مبسمك الذي يكاد لا يفارق تفكيري، غدا قلبي يبصر شيئ كنت أنظر إليه بعيون لا ترى، بدأت أفكر بعقلي المدموغ، هل أصبحت يا ترى إحدى فبركات هذا العصر أم أنني لا أملك القدرة على التمييز بين مشاعر الإحترام لذاتك وبين هذا الذي يسمونه الحب!!

مضت الأيام والليالي وبدأت أحلم بشخصك باستمرار وأراك لا تغيب عن تفكيري لحظة، وأخذت أحاكم فكري بإدعاءات الفرق بالعمر وحقيقة أنك متزوج وأن خلفيتك مختلفة تماما عن خلفيتي، لأجد المتهم قد حُكم عليه بإطلاق السراح المشروط بعدم البوح بمكنونات صدري وبأنني جازمة أنني قد تعثرت أخيراً بتوأم روحي.

أنا الآن أقضي عقوبة بالحبس خلف قضبان كسر إطلاق سراحي معبرة عن حبي غير المشروط لشخصك العلي، متغاضية عن كل الموانع والحقائق التي من شأنها إبعادي عنك، مقرة بمعرفتي أنه لم ولن يكون بيني وبينك أي شيئ، ولكني سأنام ملئ الجفون وأنا أعلم أنك غدوت الآن على دراية بحقيقة مشاعري تجاهك

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
ريما الخطيب - ديسمبر ١, ٢٠٢٠, ٦:٤٦ م - Add Reply

رائع

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ١١:٣١ ص - Mohammad Saidawi
مارس ١٨, ٢٠٢١, ١٢:٣١ ص - eng.Ayah bs
مارس ٨, ٢٠٢١, ٦:٠٦ م - Amal ahmad
About Author