لقد فطرنا الله على ما يسمى بمصطلح الحب، هذه الكلمة تتكون من حرفين إلا إنها تحمل في طياتها معانٍ كثيرة. يخرجها الإنسان اتجاه شخصٍ يُكنُّ له بمشاعرِ ألفة، و الحب من أجمل الأشياء في هذا الكون، فمن محبة شخصٍ لك تستدل على أنك إنسان قيّم لديه و أنه يتمنى لك الخير دائمًا و أبدًا.
و أول حبٍّ صدر كان محبة الله لعباده، الذي منَّ علينا بنعم لا نحصيها، و هذه كانت أول محبة وجدت في هذا الكون، و تلاها محبة العباد لبعضهم البعض. فمن منّا لا يوجد في حياته شخصٌ يحبه و يبتسم تلقائيًا إذا رآه. فمثلًا من منا لا يحب أمه أو أخاه أو صديقه، بل و من منا لا يحب سيدنا و شفيعنا محمد صلَّ الله عليه وسلم. لكن أحيانًا هذه الحب يخلف وراءه حروبًا تحدث داخل القلب، فالرجل إذا أحب امرأة و كان لا يملك المال ليتزوجها كُسِر، و المرأة إذا أحبت و لم تنل من تحب انهارت. و هذا كان حال الشعراء قديمًا و منهم امرؤ القيس و غيره من الشعراء الذين ذاقوا مرارة الحياة جراء قلب محب.
لكن من وجهة نظري و بصفتي شابّ في مقتبل العمر و بعد تجربة مريرة مع هذا المدعو بالحب، رأيت بأن أفضل ما يظهر به الحب هو بين الأزواج لا بين العلاقات المحرمة التي نادرًا ما تكتمل.
فبعد الخطبة يولد بين الخاطبين مولود قبل مولودهم وهو الحب، و إذا أتموا هذا الأمر بالزواج فيكونون ممن خاطبهم الله تعالي بقوله (و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودةً و رحمةً إن في ذلك لآياتٍ لقوم يتفكرون).فسبحان من خلق المودة و الرحمة و المحبة و الألفة بين الأزواج.
و نحن نعلم أن كلمة "حب" هي ليست فقط بالكلام و إنما هي بالأفعال أيضًا، فعندما يخاطب الرجل زوجته أو والدته أو أخته أو حتى طفلته بأسلوبٍ رقيقٍ و جذابٍ، فهذا ما يسمى بالحب. و طبعًا هو لا يتوقف عند هذا الحد أيضًا، فالحب موجود في كل شيء كما لو أنه أوكسجين الحياة.
لكن على الإنسان أحيانًا أن يحكّم عقله بدلًا من قلبه في كل شيء يتعلق بالمشاعر خاصة في موضوع الحب الصادر لشخص أجنبي عنه، حتى لا يغرق في بحر الهموم و الذنوب و التشتت.
You must be logged in to post a comment.