الاحتكار الفكري vs مقاطعة المنتجات الفرنسية

يقول أحدهم:

" أخي شابٌ عاقٌ جدًا لقد أشبع أبي وأمي بالذل والإهانة منذ أن بدأ صوته يغلظ وجسمه يضخم، قاسٍ في حديثه لا يسمع النصيحة ولا يقول ما يرضي ولا يفعل إلا ما يزيدهما غضبًا منه وحزنًا، توفيا والداي في الوقت الذي كان أخي طالبًا جامعيًا يمشي في طرق الحياة مشتتًا مع الجموع لم يرتدي يومًا مثلنا ولم يكن يصادق أشباهنا كل حياته كانت غريبة وكأنه من عائلةٍ أخرى!

وفي يومٍ من الأيام تفاجأت باتصالٍ من مغفر الشرطة يخبرونني فيه أنه قد تم القبض على أخي بسبب مشكلةٍ كبيرة افتعلها بالجامعة أدت إلى كسورٍ بالغة في جسد أحدهم، فذهبت مسرعًا لمغفر الشرطة لأراه وأفهم منه ما حدث حيث جلست معه في غرفة الضابط وسألته لما فعلت ذلك؟ فكان جوابه بسيطًا جدًا قاله بكل قوة وكأن الحق كله معه: "همشت وجهه لأنه استهزأ بوالداي"، لم أعرف حينها ماذا أفعل لأنه حقًا عاش عمره يستهزء بهم بأفعاله وهم الآن قد رحلوا رحمة الله عليهم وهو حتى لم يفعل شيئًا بعد موتهما يشفع له ما فعله في هذا الشاب، ولكن كان علي أن أحل المشكلة فذهبت إلى المستشفى لأرى هذا الشاب مهمش الوجه وطلبت منه أن يتنازل لأنه مَن بدأ بالخطأ ولكنه قال مستهزءًا: "منذ متى وهو يحب والداه إنه عاقٌ لعين لن أصفح عنه منافق يدافع عنهم بينما كان يستهزء بهم طوال الوقت لقد كنت أرى كيف كان يفعل كل الأشياء التي تغضبهم بلا مبالاة!".

ماذا لو قلت لك عزيزي القارئ أن حال الشاب العاق هذا كحال المسلمين اليوم؟! 

كيف تنظر فرنسا للمسلمين؟

إن المعركة مع فرنسا ليست معركة استهزاءٍ برسوم مسيئة قمنا بالرد عليها بمقاطعة منتجاتهم، أجل لا أقول بأنها غير مجدية بل هي أفضل ما قمنا به على الإطلاق منذ زمنٍ بعيد ولكن لو فكرنا بالنظرة الفرنسية لنا فإن بين ما نظهره ونفعله فجوة كبيرة!

  • فرنسا تعرف أن الكثيرين من المسلمين تخلوا عن لباسهم الشرعي رجالًا ونساءً.
  • فرنسا تعلم أننا ننتظر آخر صرعات الموضة منهم لنقلدهم "نقلدهم بالشكل وليس بالضرورة اقتناء منتجهم لتقليدهم!".
  • فرنسا تعلم أن مساجدنا قلت مصليها.
  • فرنسا ترى انتاجنا الفني المختلط والمليء بالمحرمات يضج على شاشات هواتفنا.
  • فرنسا تعلم أننا نأخذ القروض ونتعامل بالربا!.
  • فرنسا رأتنا نقتل بعضنا.

إن الغزو الفكري الغربي لعقولنا يدعم فرنسا حتى لو قاطعنا منتجاتها للأبد!

نحن من جعلنا الكلاب تجرؤ على النباح، ونحن من بدأ بالاستهزاء بالقيم والمبادئ والأركان الإسلامية أتمنى أن تكون مقاطعة البضائع بداية موفقة للمقاطعة الفكرية أيضًا.

#الاحتكار_الفكري

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ٥, ٢٠٢٢, ٨:٤٨ ص - abdalrahim mohammad
يونيو ٢٧, ٢٠٢١, ٤:١٣ ص - WA
يونيو ١٨, ٢٠٢١, ١:٤٣ ص - Tahani
يونيو ١٠, ٢٠٢١, ٣:٢٢ ص - آلاء عرب
أبريل ٢٦, ٢٠٢١, ١٢:٢٢ م - Hussam AbuHamdia
About Author

إنسانة في عامها الرابع والعشرين كاتبة وأخصائية طفولة لدي اثراء جيد في العديد من المواضيع والتي أفضل مشاركتها مع الآخرين من خلال موهبتي الكتابية.