الزواج قبل كورونا
قبل 2020 كانت كل المجتمعات العربية ترقب نسب العزوف عن الزواج المتزايدة بين الجنسين وتعلل ذلك ب"قلة ذات يد الشباب" و "ارتفاع المهور"، علاوة على أن من يتزوج من الشباب فزواجه إما ينتهي بطلاق حقيقي أو عاطفي ، وقلما تنجح الزيجات
حفلة في فندق وبساط مخملي ..فستان زفاف وبوفيه مفتوح ومع هذا بيوت تنتج أوهن من بيوت العنكبوت!!
كنت أرقب ذلك عن كثب وأستمع لصرخات استغاثة الشباب والفتيات على حد سواء ، فسوق الزواج _إن صح التعبير_ لا يقدم عروضا تشجع كلا الطرفين على الإقدام .
الزواج في كورونا
جاءت 2020 صار الزواج أسهل وقلت التكاليف ، فلا مظاهر اجتماعية وبهرجات ..وبسبب ظروف الحظر منها ما كان يكتفي ب"لاشيء" حتى بأبسط مظاهر الاحتفال أو التزين واللباس ،لكن المفاجأة أن هذا لم يجدي نفعا في كثير من الحالات مما يدلل على أن المشكلة الحقيقية ليست فيما كان يظنه معظمنا..
المشكلة الرئيسية أننا لا نفهم من نحن..وما الزواج..ولسنا جاهزين له!
تخيلوا حقيقة مرة ...منذ عقود مضت ومنظومة الزواج فاشلة وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فبالرغم من مستوى الشهادات العلمية التي وصلناها إلا أننا لا زلنا جهلة بذواتنا _ ما الرجل وما المرأة؟_وحقائقنا ومهامنا في الحياة ،فمن بعد ذلك كيف نبني أساس مجتمعنا كما بناه من قبلنا ..فواأسفاه!
الزواج بعد كورونا..بصيص أمل
الزواج هو إعلان تأسيس لبنة في بناء المجتمع ، بجهد اثنين هما الرجل والمرأة ..
كلاهما وبجهديهما معا يختاران مكانها بعناية ويصفانها بجانب اللبنات الأخر ، يمكّنانها بوضع المادة اللاصقة حتى يكون المجتمع بنيانا مرصوصا ، ويسعيان بكل ما أوتيا من قوة أن يحفظانها أن تقع ،
وكل البناء...نعم كل البناء
فكلنا مسؤول...
لو وعينا هذا وتحركنا به ..ستتوقف المأساة في مجتمعاتنا ..ولعمت السكينة بيوتنا كما يجب.
You must be logged in to post a comment.