لَيْسَ لَدَى الانسان عَقْلَيْنِ انما هُوَ وَاحِدٌ كَمَا يَعْتَقِدُ الْبَعْضُ لَكِنَّ هَذَا الْعَقْلِ يَقُومُ بِوَظِيفَتَيْنِ عَقْلَ وَاعٍ، وَ عَقْلُ اللَّاوَاعِي وَنَسَمِيِّهِ أَيْضًا بِالْعَقْلِ الْبَاطِنِ،
يُعَرِّفُ الْعَقْلُ الْبَاطِنُ بِالْعَقْلِ اللَّاوَعْي وَهُوَ الْوِعَاءُ الَّذِي يُخَزِّنُ فِيهِ كُلَّ شِئْ غَيْرَ مَوْجُودٍ فِي الْعَقْلِ الواعي،
حَيْثُ يَجْمَعُ بِهِ كُلُّ الْأَفْكَارِ وَالْمَشَاعِرِ وَالْخَبَرَاتِ السَّابِقَةِ لِلْإِنْسَانِ وَكُلِّ مَا يَخُصُّ حَيَاتُهُ مِنْ مُعْتَقَدَاتٍ وَمَهَارَاتٍ وَمَوَاقِفِ الَّتِي حَدَّثَتْ مِنْ قَبْلَ،
وَسَنَتَعَرَّفُ مَعَنَا عَلَى حَقَائِقٍ عَنِ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ فِي هَذَا الْمَقَالِ.
آلِيَّةُ عَمَلِ الْعَقْلِ الْبَاطِنِ:
يُنَظِّمُ الذِّكْرَيَاتُ، وَيُخَزِّنُهَا جَمِيعُهَا.
يُحَرِّكُ عَوَاطِفُ الْمَرْءِ وَمَشَاعِرِهِ.
يَعْمَلُ كَمُحَرِّكٍ لِلْجِسْمِ بِأَكْمَلِهِ، وَيُحَافِظُ عَلَيْهِ.
يَحْتَاجُ خَطْوَاتٍ وَاضِحَةً يَتْبَعُهَا ؛ لِيُخَدِّمُ الشَّخْصُ.
يُعْطِي طَاقَةً لِلشَّخْصِ، تَكْفِي لِلْوُصُولِ إِلَى الْهَدَفِ الْمَرْجُوِّ.
يَصْنَعُ الْعَادَاتِ ؛ فَتَكْرَارَ الشَّخْصِ الْعَبَّارَةِ مِنْ 6- 21 مَرَّةً يجعلها عَادَةً لَهُ.
يَعْمَلُ عَلَى أَسَاسٍ أَنَّ هُنَاكَ أَشْيَاءِ كثيرةً يُمْكِنُ لِلشَّخْصِ أَنْ يَكْتَشِفَهَا وَيَتَعَلَّمَهَا.
يَعْمَلُ عَلَى مَدَارِ 24 سَاعَةً، وَيُتَابِعُ أَيُّ مَعْلُومَةُ تَأْتِي مِنَ الْعَقْلِ الواعي.
يُعَرِّفُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْجَحَ وَمَا لَا يُمْكِنُ نُجَّاحُهُ بِشَكْلِ عَفْوِي ؛ بِسَبَبِ تَخْزِينِهِ الذِّكْرَيَاتِ وَالْمَوَاقِفَ.
يَعْمَلُ بِاِسْتِخْدَامِ قَاعِدَةِ الْأَقَلِّ جَهْدًا ؛ فَعَلَى الشَّخْصِ أَلَا يُجْبِرُ عَقْلُهُ عَلَى الْإِبْدَاعِ، بَلْ يُحَاوِلُ أَنْ يَبْقَى هَادِئَا ومسترخِياً.
يَزِيدُ نَشَاطُهُ بِزِيَادَةِ اِسْتِخْدَامِهِ.
يَحُلُّ الْعَقَبَاتُ الَّتِي تُوَاجِهُ الشَّخْصُ بِشَكْلِ آلِيِّ، وَذَلِكَ بِإعْطَاءِ الْحَلِّ الْأَمْثَلِ ؛ لِتَحْقِيقِ الْأَهْدَافِ.
يَمُدُّ الشَّخْصُ بِالصَّبْرِ اللَّازِمِ لِلتَّعَلُّمِ، وَبُلُوغَ الْهَدَفِ.
يَجْعَلُ السُّلُوكِيَاتُ تَتَنَاسَبُ مَعَ الْأَهْدَافِ ؛ شَرْطٌ أَنَّ تَكَوُّنَ الْأَهْدَافِ وَاضِحَةً.
قَوَانِينُ تُحَكِّمُ الْعَقْلُ الْبَاطِنُ
1. الْاِسْتِبْدَالِ: يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْقَانُونِ مِنَ الْمُمْكِنِ اِسْتِبْدَالَهُ بِأَيِّ قَانُونِ أُخَرٍ وَطَرِيقَةٍ آخِرِيٍّ مِنَ التَّفْكِيرِ الْإِيجَابِيِّ، فَيَعْمَلُ لِصَالِحِ شَخْصٍ مَا أَوْ ضِدُّهُ.
2.قَانُونُ التَّجَاذُبِ: وَيَعْنِي أَنَّ التَّفْكِيرَ فِي شَيْءِ مُعَيَّنِ سَيَنْجَذِبُ إِلَيْكَ.
3. قَانُونُ التَّرْكِيزِ: الَّذِي يَعْنِي أَنَّ أَيَّ شَيْءِ تُرَكِّزُ عَلَيْهِ سَوْفَ يُؤَثِّرُ فِي حُكْمِكَ عَلَى الْأَشْيَاءِ وبالتالي عَلَى شُعُورِكَ وأحاسيسك.
4. قَانُونُ التَّرَاكُمِ: وَ الَّذِي يَقُولُ أَنَّ أَيَّ شَيْءِ تَفَكُّرِ فِيهِ أَكْثَرَ مَنْ مَرَّةً وَتُعِيدُ التَّفْكِيرُ فِيهِ بِنَفْسُ الْأُسْلوبِ وَبِنَفْسُ الطَّرِيقَةِ سَوْفَ يَتَرَاكَمُ فِي الْعَقْلِ اللَّاوَاعِي،
مِثْلُ التَّفْكِيرِ بِالتَّعَبِ الدَّائِمِ.
قُوَّةُ عَقْلِكَ الْبَاطِنِ
تخيل مَعْي لَوْ أَغْلَقَتْ عَيْنِيُّكَ مِثْلًا، وَتَخَيَّلَتْ أَنَّكَ تَطَيُّرٌ فِي الْهَوَاءِ، مُجَرَّدَ تخيل أَنَّكَ تَطَيُّرٌ فِي الْهَوَاءِ وَاُنْتُ مُغْمِضَ الْعَيْنَيْنِ،
تَسْتَطِيعُ أَنَّ تَحَسٍّ بِطَيَرَانِكَ فِي الْهَوَاءِ وَشُعُورِكَ بِالرَّاحَةِ وَالتَّمَتُّعِ بِالْمَنْظَرِ الْجَمِيلِ وَذَهَابِكَ إلْي أَيِّ مَكَانِ تُرِيدُهُ وَشُعُورَكَ كَأَنَّكَ طَائِرُ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ،
حَيْثُ حَدَثٍ كُلَّ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ فِي عَقْلِكَ الْآنَ، لَانَ عَقْلُكَ لَا يُعَرِّفُ إِذَا كَانَ هَذَا حَقِيقِيٌّ أَوْ مُجَرَّدُ خَيَالٍ مِنْكَ، فِي الْوَاقِعِ أَنْتَ فَقَطُّ مَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحَدِّدَ ذَلِكَ.
You must be logged in to post a comment.