لقد كنت أجلس بجانب النافذة، وكانت تجلس بجانبي سيدة في متوسط العمر ذات شعر أشقر قصير تبدوا عليها الملامح الأوروبية، وكانت تتصفح مجلة من تلك النوعية الغير مصرح بها في الكويت. كنت في منتهى الخجل فالصور كانت فاضحة وكبيرة جدا يمكن رؤيتها على بعد أميال. كانت في فترة رواج ثلاثية كتب "Fifty shades of Grey" وسوف أترك لخيالكم الحرية لتكوين الصور. أصبت على أثرها بتشنج في عضلات رقبتي حيث أني أمضيت طوال فترة الرحلة أنظر إلى يميني، وكنت أتضور جوعاً فقد ضاعت علي وجبة الغذاء بتجاهلي لنداء مضيفة الطيران حتى أتجنب النظر.
لا أخفي عليكم سراً لكنني انبهرت بجمال المنظر من تلك النافذة الضيقة. كنت محظوظة لوصولي خلال النهار حتى لا أفوت هذا المشهد الرباني من تناغم الألوان. فكم درجة للأخضر تعرف صديقتي وصديقي؟ جبال ووديان تخترقها جداول وأنهار. لأول مرة أرى تلك الأسطح المثلثة بالقرميد الأحمر. مشهد خلاب يأخذني للأفلام الأمريكية عندما كنت صغيرة. فطبيعة بلداننا الجميلة تختلف تماماًعن البوسنة. بلادنا معظمها منبسطة وأرض سهلية معظمها صحراء لها هيبة وجمال آخاذ. بالطبع هناك جبال لكنها جبال صخرية على الأغلب . بلدي الحبيب مصر وحتى الكويت وطني الثاني له جاذبية من نوع خاص يختلف تماماً عن المشهد الذي يتكون أمامي فالجبال مكسوة بالأخضر، والوديان والسهول تتشكل في مزيج غريب .
بلد صغير مقارنةً بمصر التي تقدر مساحتها بمليون كيلو متر مربع والمطلة على البحر الأحمر وتتشارك مع أوروبا البحر المتوسط. وتعتبر البوسنة أكبر من الكويت في المساحة والتي تقدر ب ١٧،٨١٨ كيلومتر مربع والمطلة على الخليج العربي،بينما تقدر مساحة البوسنة ب٥١،١٩٧ كيلومتر مربع.
لقد عشت في قارتي آسيا وأفريقيا ولقد حان الوقت لاكتشف أوروبا. أمزح أمزح.
بالعودة إلى موضوعنا كان هذا انطباعي الأولي عن البوسنة الجميلة والذي مايزال مستمراً.
You must be logged in to post a comment.