للتفكير أَنْوَاعِه فَهُو تَمَامًا كَالْبُسْتَان الْمَلِيّ بِالأَزْهَار وَالنَّبَاتَات النَّافِعَة والضاره !
وَهُنَا تحضرني مَقُولَة قَرَأْتهَا وَلَكِنْ لَا أَتَذْكُر مِن قَائِلُهَا وَهِي كَالتَّالِي لَيْس مَهْمَا بِمَاذَا تَفَكَّر الْأَهَمّ كَيْف تَفَكَّر !
وَأُضِيف عَلَى تِلْكَ الْمَقُولَة وَالْأَكْثَر أَهَمِّيَّة لِمَاذَا تَفَكَّر وَهَل تفكيرك سيجلب لَك نِعْمَةٍ أَوْ نَقِمَةٍ هَل سينقذك أَم تغرقك ! ! !
وَكَمَا ذَكَرْت أَنَّ للتفكير أَنْوَاعِه
هُنَاك التَّفْكِير الإبداعي الَّذِي يُخْلَقُ أَشْيَاءَ جَمِيلَةً مِنْ الْعَدَمِ الَّذِي يُساهِم بِإِضَافَة أَلْوَان لِلْحَيَاة مِنْ كَلِمَةٍ وَفَنّ وموسيقى ، وإنجازات مُفِيدَةٌ للبشرية جَمْعَاء !
التَّفْكِير التأملي الَّذِي يَزِيدُ مِنْ ارْتِبَاطِ وَصَلَت الْعَبْد بِخَالِقِه وبالتالي يَتَعَمَّق مَعَ ذَاتِهِ ويتصالح مَعَ كُلِّ مَا يَدُور حَوْلَهُ مِنْ إحداثيات وَوَقَائِع !
التَّفْكِير المكتشف لعمق الفِكْرَة وَاَلَّذِي يَسْعَى لصقل الْمَضْمُون مَع إشْكَال الْمَعْنَى وَهَذَا التَّفْكِير يَحُثّ الْإِنْسَانِ عَلَى الِانْشِغَال بِعَالِم مُخْتَلَفٌ عَنْ الْأُمُورِ السطحية والحياتيه الَّتِي يَعْتَاد الْإِنْسَان الْغَيْر مُكْتَرِث بالإكتشاف أَن يحياها وَاَلَّتِي تتركز عَلَى حَاجَاتِه الْمَادِّيَّة فَقَط !
التَّفْكِير بِمَا لَا يَحْدُثُ التَّفْكِير بِهِ أَثَراً : هَذَا النَّوْعِ هُوَ مَا يُرْهَق الْإِنْسَان فَهُنَاك أُمُور تَحْدُث بِالْمَاضِي قَد تُؤْلِم الْإِنْسَان فَيَبْقَى مَوْصُولًا بالتفكير فِيهَا وترهق حَاضِرَة ويدمر مُسْتَقْبَلَة بِلا نَتيجَةٍ مِنْ ذَلِكَ التَّفْكِير !
التَّفْكِير بِمَا لَمْ يَأْتِي وَكَأَنَّهُ أَتَى ! !
هَذَا النَّوْعِ بِالتَّحْدِيد يَضْعُف هَمَّت الْإِنْسَان ويثبط معنوياته فَالْعَقْل حِين تَرَدَّد عَلَيْه مَالَم يَفْعَل يُعْطِي رَدَّه فِعْلٍ أَنَّهُ قَامَ بِهِ وَانْتَهَى وَيُلْغِي شَغَف الْمُغامَرَة وَيُجْعَل عَامِلٌ الْوَقْت يَأْثِر عَلَى نَفْسِيَّةٌ ذَلِكَ الَّذِي يَسْعَى لِبُلُوغ هَدَفَه !
مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ اُخْتُصِرَ مَا سَبَقَ بقسمين
تَفْكير سَلَبِي وَتَفْكِير إيَجَابِيّ
وَلَكِنِّي لَسْت مَعَ أَنَّ التَّفْكِير بِشَكْل سَلَبِي قَدْ لَا يَكُونُ نَافِعًا فَأَحْيَانًا حِين نَضَع إحتمالية الْفَشِل أَو الْخَسَارَة أَو نَشْعُر بِضِيق مِنْ اخْتِيَارِ ونحيد عَنْهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ السَّلْبِيَّة نَجَاةٌ وإيجابية بالتفكير وَأَحْيَانًا تفكيرنا بِشَكْل إيَجَابِيّ وَرَفَع سَقْف توقعاتنا فِي مَا نَوْد أَن ننجزة أَو نجتازه قَدْ يَكُونُ سَلَبِي جِدًّا عَلَيْنَا ، لِذَلِكَ لَمْ أُرِدْ أَنْ أَظْلِمَ التَّفْكِير السلبي مَعِي فِي وَضْعِهِ فِي خَانَةِ اللانفعية !
وَمِنْ جِهَةِ أُخْرَى نِسْبِيَّةٌ الْبِشْرَ فِي تَصْنِيفٍ السلبي والإيجابي ومعتقدات كُلٌّ مِنْهُمْ فِي تَفْسِيرِ تِلْكَ الْمَعَانِي تَحَتَّم ضَرُورَة نَقّاش الْمَوْضُوع بتوسع يَضْمَنُ وَلَوْ بِشَكْل شَبَّه بَسِيطٌ عَكْسِ الصُّورَةِ الْكَامِلَة لِلْمَوْضُوع !
وَهُنَا تحضرني آيَة قُرْآنِيَّة
(وعسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَاَللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تعلمون)
وَمَن خِلَال الْآيَةُ قَدْ يَكُونُ مَا يَرَاهُ الْإِنْسَانُ خَسَارَة وَفَشِل وَالَم وَوَجَع وَخِذْلَان وَكُلّ شُعُور سَلَبِي هُوَ الْخَيْرُ لَهُ وَالْعَكْس صَحِيحٌ !
التَّفْكِير بِشَكْل صَحِيحٌ يَأْتِي مِنْ خِلَالِ تَوْجِيه اللَّه لِلْإِنْسَان بِأَن يُوَسِّع مَدَارِك عَقْلِهِ وَلَا يَضَعُ تَصْنِيف لِمَا يَحْدُثُ مَعَه وَيُوقِن أَنَّهُ كُلُّ مَا يَحْدُثُ لَهُ خَيْرٌ . ويحاول أَنْ يَجْتَهِدَ لِكَشْفِ ذَلِكَ الْخَيْرُ لِيَبْلُغ وَعْيِه فِي فَهْمِ مَا يَدُورُ مَعَهُ مِنْ أَحْدَاثِ حَيَاة !
You must be logged in to post a comment.