الْمَشَاعِر بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا السَّلْبِيَّة والإيجابية تُشْكِل لِلْكَثِير مِنْ الْبَشَرِ نُقْطَةَ ضَعْفٍ ، وَتُعْتَبَر الْمُعْتَقَل الْوَحِيد الدَّاخِلِيّ الَّذِي لَيْسَ بِقُضْبَان وَلَا حِرَاسَة مُشَدَّدَة فَالْإِنْسَان هُو السَّجِين وَالسَّجَّان فِي ذَاتِ الْوَقْتِ وَالسُّؤَال الْمُهِمّ لِمَاذَا ؟ !
لِمَاذَا نَجْعَلُ مِنْ تِلْكَ الأحاسيس قُيُودًا لأرواحنا لَا مُتَنَفَّس ؟ !
لِمَاذَا نَصْرٍ عَلَى حَفْرٍ الْمَقَابِر الجَمَاعِيَّة لِتِلْك الْمَشَاعِر فِي اعماقنا ونرفض أَن نحررها وَنَعِيش فِيهَا وَمَعَهَا ! !
لِمَاذَا لَا يَكُونُ الْإِنْسَانُ بَسِيطًا عفويا تلقائيا
حِينَ يَغْضَبُ يُصَرِّح، وَحِين يَحْزَن، وَحِين يَضْعُف، وَحِين يَخْذُل، وَحِين يَفْرَح، وَحِين يَحب، وَحِين يَخَاف، وَحِين يَأْمَن ! !
لِمَاذَا هَذَا الْجُبْن الشعوري ؟ !
أَنَّ كِتْمَانَ الْمَشَاعِر وَالْحَيَاة مَعَهَا لوحدك بإنغلاق تَامّ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ تداعيات رُوحِيَّة كَثِيرَةٌ قَدْ لَا يستشعرها الْبَعْضُ وَقَدْ يَرْفُض التَّصْرِيحَ بِهَا الْبَعْضِ الْآخَرِ حَتَّى لِنَفْسِهِ !
ثَانِيًا الْحَيَاة لَيْسَتْ مِنْ مِنَّا الْأَكْثَر تَحَفُّظًا وعزلة وَكِتْمَان لمشاعره بَلْ هِيَ بِالْحَقِيقَة مِن مِنَّا أَكْثَر مرونه وَكَرَمًا وَتَكْرِيمًا لأحاسيسه ومشاعره !
قَد ينتقدني البعض
وَيَرِدُ عَلَى بِأَنَّ الاحْتِفَاظ بِتِلْك الْمَشَاعِر كَالْكَنْز الثَّمِينَ فِي الأعْمَاق خَوْفًا مِنْ أَنَّ تطالها يَد اللُّصُوص بِحَدِّ ذَاتِهِ أَكْبَر تَكْرِيمٌ !
وسأجيب يَحْتَاج الْبَشَر لِتِلْك الْمَشَاعِر لتعينهم عَلَى تَحَمُّلِ الْحَيَاة والصعوبات وَالْمَشَاقّ الَّتِي تَنْهَال عليهم
لِذَلِكَ مَا نَفَعَ الْكُنُوزِ الَّتِي لَا يُسْتَفَادُ مِنْهَا وَتُدْفَن مَعَك كالفراعنه الَّذِينَ قَامُوا بِدَفْن كُلّ حَاجَاتِهِم مَعَهُم ! !
أَتَعَلَّم أَن الْمَشَاعِر هِي الشّي الْوَحِيد الَّذِي يُبْقِي الْإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الْآخَر فتعينه عَلَى مُوَاصَلَة الحياة
مِن الْمُؤْلِم أَن تَتَأَلَّم بمفردك لِأَنَّكَ لَا تُحِبُّ أَنْ يَرَى الْآخَر ضَعْفَك ، وَتَنْسَى أَنَّنَا خُلِقْنَا مِنْ ضَعْفِ وَلَا أَظُنُّ أَنَّ الضَّعْفَ شى سَلَبِي أوْ جَرِيمَةٍ أَوْ وَصْمَة عَار هِي شَيّ طَبِيعِيٌّ لتتولد عَنْهَا الْقُوَّة فَمَن الْمُسْتَحِيلِ أَنْ تَقْوَى قَبْلَ أَنْ تَضْعُفَ !
الْخَوْف المسيطر عَلَى الْإِنْسَانِ مِنْ الْخِذْلَانِ وَالْخَيْبَة وَالِانْكِسَار جَعَلَه يَحْرُم نَفْسِهِ مِنْ نِعَمِ كَثِيرَةٍ مِنْ بَيْنِهَا الْمُشَارَكَة الوجدانية مَع أَقْرَبِ النَّاسِ إليهم
وَمِنْ الْأُمُورِ الَّتِي أَسْمَعُهَا وَاقْرَأ عَنْهَا هُنَا وهناك
الْخَوْفِ مِنْ الْحَبِّ وَوَصَفَه بِالضَّعْف وَالْمَوْت وَالْعَذَاب وَالْمَشَقَّة إلَخْ مِنْ صِفَاتِ لَا تَنْتَمِي لِلْحَبّ الْحَقِيقِيّ بصله
كُلّ تِلْكَ الْأُمُورِ قَدْ تَكُونُ مِنْ حُبِّ غَيْرِ مُعْلِنٌ وَغَيْر مُكْتَمَل الْأَوْجَهُ لِأَنَّ مَنْ يُحَلِّقُ بِحُبّ حَقِيقِيٌّ لَن يُشْعِر بِأَلَمِه وَلَا عَذَابِه لِأَنَّ تِلْكَ الْمَعَانِي تَتَحَوَّلَ فِي أَعْمَاقِه لِمَعَانِي جَمِيلَة فالألَم يَرَاه أَمَل وَالْعَذَاب عذوبه
وَأَيْضًا تَجِدُ مِنْ يحبُ . كَأَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي بِئْرٍ مُظْلِم يُصْبِح جَبَانًا لاَ يٌواجِهَ مَشَاعِرُه وَلَا يرِيد حَتَّى الِاعْتِرَاف لِنَفْسِه إِنَّهُ يُحِبُّ لِأَنَّهُ يَرَى الْحَبّ هَزِيمَة ، ضَعْفٌ ، وَهُنّ ، قَيَّد ، ثقل وِجْدَانِيٌّ زَائِدٍ عَنْ الْحَاجَةِ ! ! !
قَدْ يَكُونُ الشُّعُور مُؤْلِمًا فِي حَالَةِ الْفَقْد لِذَلِكَ هُوَ يَخَاف الْحَبّ خَوْفًا مِنْ الْفَقْد وَلَيْس مِنْ الْحَبِّ ذاته
ألم يجتمع كل رواد الفكر والفلسفه والدين وأطباء النفس
على أن الأنسان يملك فقط أمر لحظته التي يعيشها فلماذا يستبق الناس أحداث مشاعرهم!! ويفضلون قتلها ظنا منهم أنها ستقتلهم وهنا أتذكر أن فرعون كان يقتل كل المواليد الذكور سنه ويتركون سنه ونال منه من رباه في بيته فلا مانع لقضاء الله وقدره مهما حذر الإنسان وراقب وفعل لن يصيبه إلا ما كتبه الله له ولن يخطئة ما قدر أن يصيبة!!
وَلَكِنْ مِنْ يَعْلَمُ هَلْ نَحْنُ مِنْ رَوَّاد الْغَدِ أَمْ لَا ! !
هَل الْحَيَاةِ مَعَ الْخَوْفِ وَالْحِيرَة و نُكْرَان تِلْك الْمَشَاعِر أَفْضَلُ مِنْ الْحَيَاةِ بِهَا وَمَعَهَا وَقَبُولُهَا عَلَى علاتها !
اعْتَقَدَ أَنَّ الْحُرِّيَّةَ الْحَقِيقِيَّة تَكْمُن فِي تَحَرَّر الْإِنْسَانِ مِنْ قُيُودِ مَشَاعِرُه أَوَّلًا وَالتَّعَامُل مَعَهَا كَجُزْء حَيّ فِيك لابُدَّ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ وَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَأْخُذُ قِسْطًا مِنْ الراحة
فكفانا ضغوطا دَاخِلِيَّة ويكفينا تِلْك الخارجية
لِأَنَّ تِلْكَ الرُّوحُ الَّتِي نملكها تَحْتَاج لِمَكَان تَسْتَرِيح فِيهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ فَلْتَكُن أعماقك هِيَ مَكَانٌ الِاسْتِرْخَاءِ لَا الشقاء
وَلَا تَشْغَل مشاعرك بِالْخَوْف وَعَدَمُ قَبُولِهَا ونبذك لَهَا لِأَنَّهَا بِبَساطَة لَمْ تَخْتَرْ أَنْ تَقَعَ بِك هِي إقْدَارِ اللَّهِ وَ رَسَائِلِه لِكَي تُنَال نَصِيبَك مِنْ الْمَعْرِفَةِ !
الإنسان مخلوق إجتماعي وتلك فطرته وكل ما هو عكس تلك الفطرة يتعبه بشكل أو بأخر!
لذلك أنا بطبيعتي أشعر أن منعي، عن التصريح بما أحس وأشعر لمن أحمله لهم يعتبر لبنة تزيد علو ذالك الجدار بيني وبينهم وكلما صمت زاد العلو حتى يغيب الأخر عن نطاق بصر قلبي فلا أعود أراه لذلك
أحب أن اصرح بكل ما أحس لأني لا أريد فقدهم
ومن ناحية أخرى لا أريد أن أمنعهَم عن الدفاع عن أنفسهم وأيضا أريد أن أغلق ملفاتهم بقلبي بعد وضع نقطة النهاية دون أن أعيد فتح تلك الملفات مرة أخرى. الجميع ينتقدني على ذلك الطبع ولكني أجد أن فية راحتي مهما كانت نتائجة.
You must be logged in to post a comment.