حوار بين الفقر والغنى

دار حوار بين الفقر والغنى فسال بعضهما ايانا اخير من الاخر وايانا  للشر اقرب

صاح الفقر ونادى انا اخير منك ، فكم من علماء و اخيار و ذو مهام خرجوا من عبائتى

قمت بزرع بهم الاصرار، الحلم ،الطموح ،الصمودو السعى لا الاستسلام ولذلك اجزى عنهم خيرا

رغم حرمانى لهم من نعم الحياة رغم اصابتى لهم بالجوع بنقص الاموال بنقص الارواح بالعجز  وبكل صعاب الحياة الا انهم حاربونى صمودوا امامى و اصبحوا  اخير الناس

اما انت الشر كله بك فكم اغرقت الكثيرين بكثرة المال وللفقير لم تبالى ، فكم اصبت الكثيرين بالغرور  بك وللمكد تتعالى  فكم اغريت الكثيرين بمتع الدنيا وانسيتهم انفسهم و عنهم لم تتراجع فالشر بك فكثيرين لا يعرفون حقيقتك فإن اراد الله ان يتبلى عبدا اصابه بكثرتك

اجابه الغنى نعم اعترف بحقيقتى انا فتنة العبد ان لم يفهمنى يجوز شرى يفوق خيرى ولكن ليس الذنب منى،  فمن اصابته لم يتعظنى فانا يمكننى اكون الخير كله بل وازيد ان استخدمنى بالخير  فكم من عسير انقذته وكم من فقير اغنيته وكم من مريض نجوته وكم من عاجز غيرته ولكن لست انا الفاعل من اصابته من فعل واستزادا  

ويمكننى ايضا اكون الشر كله ان استخدمنى باللهو  بالبتبذير باللعب بالمحرم فكله ليس منى من اصابته هو من استعملنى

كم انك ايها الفقر يمكنك ايضا تكون  شرا لمن اصابته ، قد تخنقه وتسد عنه ابواب الخير ، قد تعجزه و تعوق عنه طرق النور ، قد تجرده من كل شئ  لا يحيى حياة انسانية  ، قد تميته ان حاول ان يعيش ، قد تكفره ان لم تبتعد عنه

هذا شرك ايها الفقر  الذى طالما تخفيه وتظهر  بصورة "يتحقق المستحيل رغم وجودى  "

انت يستعاذ من شرك فصدق من قال  "لو كان الفقر رجلا لقتلته" فأنت ايضا بك الشر بل يفوق خيرك

اجابه الفقر حسنا فكلانا بنا الخير والشر ، وكلانا  خلق الله قد نصيب خيرا  وقد نصيب شرا  و  يعود خيرنا وشرنا لمن اصابناه فهو الذى يخرج خيرنا ويحارب شرنا  وهو من  يسأل امام الله عنا