(ولا أنفك أعزف على قبور الموتى لحن الحياة الجميل وعلى ألحانى تتراقصين أنتى حبيبتى على أوتار قلبى تتمايلين بخفة كالفراشة ببسمة تفتح باب الشوق على مصرعيه
فتعاودنى تلك الحيرة ما بين رغبتى بالحياة وما بين شوقى إليك فمنذ أن وراك الثرى عنى تتابعت نكباتى فبت وحيدا بلا أهلى وأحبابى وفقدتهم كما فقدت بطلق رشاش غادر
وبرغم الوحدة والإشتياق ودموعى التى لا تجف ففى السماء وجدت عزائى فتحت أبوابها تبشرنى بنهار فى الغد أت طامسا كل ذلك الخراب خالقا من تحت تلك الأنقاض جنة الله على الأرض
مخلفا وراءه ليل الدجى الطويل ليمضى وكأنه أضغاث أحلام فإن كان حبك هو سلسبيل من الجنة فالتجلد هو مفتاحى إلى جنة الله وجنة لقياكى لذا أنتظرينى حبيبتى فإننا على وشك اللقاء.)
قرأت تلك الرسالة فى يد جارى ياسين بعدما أخرجته من تحت أنقاض بيته وجدته مدرجا بالدماء بعد قذف قوات الإحتلال الغاشم لقنبلة على حينا الفقير الواقع بغزة ,وكانت أخر جملة نطق بها أن السماء أخيرا أستجابت لدعواته.
رسالة إلى زوجتى العزيزة
(وكيف أخفى شوقى عنك وعيناى تفضحانه ولم أخفيه ولم يبقى سوى سويعات وعنا ترحلين فدع كبرياءك وهلة وأنظرى إلى فعسى نظرة من عينيك تكفكف دموعا لم تجف لجفاءك عساها تداوى جرحا فى القلب لم يلتأم ,تكبح رغبة فى القلب لم تشبع من بسمة أنارت ظلمة دربى العثر من عطر ظل أريجه يقبع بأنفى من عشق لم أظفر به وليظفر به الردى فتمنى لى الفناع عزيزتى فهو أهون علي من فراقك فاليوم أشيعك بالدموع وأنثر فوق رمسك الزهور اليوم تشيع صورتك عيناى لتطبع على قلبى قبلاتك وتعيد على مسامعى كلماتك أوصدت قلبى عليك بإحكام بين أضلاعى فتربعى على عرشك مليكتى فلن تجاريك إمراة بقلبى)
مر أكثر من عشر سنوات على فراقك واليوم يكمل إبننا عامه الخامس والعشرين والبارحة قد حمل مولوده الأول بين يديه ,أتعلمين أنها فتاة ,أسميناها رضوى على إسمك عزيزتى
You must be logged in to post a comment.