رياح باردة ، الفصل الثالث

زفر كِين انفاسه بـ استسلام وعيناه تتفحص المكان , باحثاً عن شخص يحمل شِعار عائله باركر 

- صغيرتي اصعدي , لاشك ان الوقوف اتعبكِ

بـ ابتسامة رقيقه تحدث وهو يجلس على رُكبتيه مُشيراً لها بـ صعود ظهره لكنها رفضتّ بـ شدة 

- لا داعي انا بخير 

كان حديثها مُتناقضاً مع ملامحها اذ كان الألم بادياً على وجهها لذا حملها بـ سرعة متنزعاً حذاءها 

- انه ضيق عليكِ , لمَ صمتي على ذلك؟

- لا يؤلم كثيراً انا بخير

قضم شفته بـ انزعاج شيء خاطئ يحدث مع ابنه صديقه , فـ رغم انها طفله لكنها مستسلمه و غريبة!

- عمي!!

هتفتّ بعجل وهي تلوح بـ كلتا يديها لـ يظهر لاري مِن بين الحشود تبعه الفُرسان إلتقط انفاسه فِي حين سمح لها كين بـ النزول بحذر

- بحثتُ كثيراً عنكِ  

بـ قلق تحدث وهو يضمها الى صدره سُرعان ما بهتت نظراته و ارسلها الى العربة رامقاً كين بـ نظرات متفحصة 

- من الدولة الغربيه؟..شكراً لك لـ ايجاد رين

- على الرحب , كن حذراً و راقبها شيء خاطئ يحدث لها 

حدق به لبرهه وقد تعجب كثيراً اثر الاهتمام الشديد الذي قد يوليه رجل غريب لـ ابنه شقيقه لم يستطع اخفاء حيرته 

- اعذرني الآن.

بـ هدوء تحدث كين و بصره يجول في الارجاء فـ صديقه لم يعد بل انه لايستشعر وجوده حتى؟!

اما الاخر فـ رمى مسدسه جانباً وقد شد على رأسه تِلك اللعنة تزداد الماً و حِده بل انها منعته من قتل نفسه , كانت يده ترتعش دون رغبةٍ منه 

- تباً..تباً..هل محكوم علي بالمعاناة طيلة حياتي؟

بـ حنق هتف ناظراً لـ يده المُرتعشة والتي قذفت بـ المسدس بعيداً  , صر على اسنانه بـ غضب قبل ان يقبض عليها بـ عنف رغم انها يده لكنه قرر سحقها تماماً فـ جزء منها لم يعد منتمياً له 

- تريث!! جيم!! 

كان كين يهتف بـ ذعر لكن المعني كان منشغلاً بـ تحطيم يده لذا باغته كين بـ ركله دفعته بعيداً , اطلق تأوهاً عِندما ارتطم جسده بـ الصناديق الخشبية 

- لمَ فعلت ذلك؟

بـ نبره حاده امتزجت بـ الالم صاح جيمي لكن كين لم يجب بل اتجه بـ خطى غاضبه نحوه , حاول النهوض لكن جسده لم يستجب لذا أكتفى بـ ارسال نظرات غاضبة نحو رفيقه

- لانك فقدت عقلك تماماً؟

سحبه من ياقته بـ غضب مستطرداً:

- ابنتك تتعرض لـ المضايقات بلا لكنك لم تهتم!..لم تلاحظ ان ساقها تؤلمها رغم انه كان واضحاً!! الم ترى فستانها انه بالٍ وقديم تلك الموضه كانت قديمة!

- و ؟ , لا اتابع اخر صيحات الثياب 

 

بـ برود تحدث لكن كين باغته بـ لكمه اشد قسوة , كان يكوم قبضته بـ عنف حتى اخترقت أظافره راحه يده 

- شعرها مقصوص بـ اهمال و قد كانت هذه مرتها الاولى بـ مغادرة القصر..انها تتعرض لـ التنمر والاهمال من الخادمات لكن والدها لا و لن يهتم!! كل ما يشغل باله كيف يؤذي نفسه؟؟ 

كان الغضب قد تملك كين تماماً , خاصة ان زميله لم يظهر اي علامات التأثر على وجهه بل انه لم يبالي بما يسمع

- هل يمكنك تحريري؟ , بدأ قميصي بـ التمزق 

بـ عدم مبالاة تحدث وهو يشير الى ثيابه , كبح كين غضبه و ابعده بـ خشونه 

- انى لـ وغد مثلك ان يصبح اباً؟

لم ينطق الاخر بل اكتفى بـ ترتيب ثيابه بـ هدوء شديد , لاحظ ذلك مبكراً لكنه اثر الصمت العودة امر لا يخطط له لن يرتكب اخطاء اسلافه فـ ان تملكته اللعنة سـ يخسر نفسه و يفقد إدراكه وقد ينتهي به الامر قاتلاً لـ ابنته! 

- فـ لنعد انتهيت من ترتيب مظهري

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٨ ص - عاهد الزبادي
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٠ م - Mohamad Choukair
ديسمبر ٩, ٢٠٢١, ٣:٣٢ م - بلقيس محمد
نوفمبر ٢٥, ٢٠٢١, ٤:٥٨ م - وريد فواز
About Author

كاتبة روائيات