زَخَّاتُ المَطَر

من منا لا ينتظر فصل الشتاء بشغف ليشاهد زخات المطر ، إن الماء هو سر استمرار الحياة على هذه الأرض وإن كل كائن حي لا يستطيع الإستغناء عن الماء مهما بلغت قوته ، فهو المكون الأساسي في هذا الكون فلا تنبت النبتة من بذرتها إلا بفعل الماء ولا يعيش الحيوان إذا ما تغذى على النباتات ليأتي حيوان مفترس يتغذى على الحيوان النباتي وهكذا الإنسان لن يعيش إذا ما تغذى على النباتات وبعض لحوم الحيوانات وشرب المياه ، فالماء أساس الحضارات والإنسان أساس استمرارها ، حتى يأذن بالإنتهاء رب العباد .

إن السبب الرئيسي في تكون الندى التي تنزل علينا بزخات المطر يكمن في إرتفاع درجة حرارة الأرض مكونتا هذه الحرارة لبخار الماء ثم يصعد بخار الماء إلى السماء حتى تقل درجة حرارته تدريجا فيتحول هذا البخار الى غيوم ثم الى ندى وهو ماء المطر .

يوجد ثلاث انواع للمطر وهي : 

  • مطر التصعيد: وهو المطر الذي يسقط نتيجة لتسخين سطح الأرض وارتفاع الهواء على شكل تيارات متصاعدة فالهواء الساخن المحمل ببخار الماء يعلو دوما الهواء البارد وذلك بسبب خاصية الكثافة والضغط الجوي ، حيث أن البخار يتكثف في أعلى طبقة التروبوسفير، كما تتكون سُحب من نوع المزن الركامي الذي ينزل منه المطر بكثافة ويكون مصحوباً غالباً بالعواصف الرعدية ، ويتواجد هذا النوع من السحب فوق السهول المنبسطة والهضاب ، مثل حوض دلتا النيل و سهول السودان وهضبة البحيرات في الكونجو .
  • مطر التضاريس: وهو المطر الذي يسببه اعتراض الهضاب و الجبال للرياح المحملة ببخار الماء حيث ترتفع الرياح فوق المرتفعات فتبرد ويتكاثف ما بها من البخار ليصبح غيوما  فيسقط المطر مثل أمطار الجهات الموسمية وأمطار الرياح المنتظمة وتكون المنحدرات الجبلية المواجهة لهبوب الرياح أكثر مطرا من المنحدرات الأخرى  وتسمى السفوح الجافة التي لا يسقط عليها المطر بمنطقة ظل المطر ويزداد المطر في كميته كلما ازداد الارتفاع حتى يصل إلى مستوى معين ثم تبدأ كمية المطر بالإنخفاض وذلك لأن الغيوم فقدت سعة كبيرة من المطر عند المرتفعات الأولى ومن الأمثلة على هذه التضاريس  جبل اسكندناوه في شمال غرب أوروبا وجبال شبة جزيرة الهند والمنحدرات الجنوبية لجبال الهملايا.
  • مطر الأعاصير: هو المطر الذي تسببه المنخفضات الجوية، حيث يكون انتشاره في الكثير من مناطق العالم في نطاق الرياح الغربية، مثالاً على ذلك غرب أوروبا، حوض البحر المتوسط، أمريكا الشمالية وسميت المنخفضات الجوية بهذا الإسم نتيجة لانخفاض الضغط الجوي وهو الذي يساعد بصعود التيارات الهوائية الدافئة أعلى التيارات الهوائية الباردة مما يجعل الرياح الباردة  تهبط الى الأرض محدثة عواصف مصحوبة بزخات المطر التي تبدأ خفيفة في بداية المنخفض ومن ثم تزداد عند مرور الجبهة الدافئة ومرور قلب المنخفض ،  كما أن توزيع الأمطار الإقليمي يكون مرتبطاً بخط سير المنخفض الجوي .

رائحة المطر : في فترات الجفاف تقوم النباتات بنضح زيوت عطرية حيث تقوم التربة الجافة بامتصاص هذه الزيوت وعندما ينزل المطر تنتشر هذه الزيوت العطرية مع المخلفات البكتيرية التي تسمى جيوسمين التي تنتج عند موت بكتيريا تسمى الاكتينوبكتيريا .

شرب مياه المطر : رغم أن المياه الناتجة عن الأمطار تكون مقطرة ونظيفة إلا ان العلماء حذرو من شربها  لأنها لا تحتوي على المعادن وعند نزول المطر تختلط هذه القطرات من المطر بالهواء الملوث المليء بالميكروبات والبكتيريا مما يجعلها خطرا على حياة الإنسان ، أي أن جودة نقاء ماء المطر لا يمكن أن تقارن ولو بشكل تقريبي مع درجة نقاء مياه الشرب العادية، تماما مثل الماء المقطر . 

حتى يتساقط المطر نشعر بالأمل والحياة ، ربما ذلك لأن أجدادنا من المزارعين والبدو علمونا عشق المطر والصلاة لأجل نزوله وعدم زوال هذه النعمة ، فعلينا أن نحافظ عليها وأن نحد من عمليات التلوث الذي يقترفه بعض البشر ، وعليك أن تعلم أن الخطر الوحيد على البشرية هو الإنسان نفسه . 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يونيو ٢٤, ٢٠٢١, ١٠:٢١ ص - asmaa
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ٣:٣٨ ص - yara-ahmed
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ٣:٣٣ ص - yara-ahmed
مارس ١٣, ٢٠٢١, ١:٠٤ م - أسماء
يناير ٢٢, ٢٠٢١, ٣:١٤ ص - امل سلامه
يناير ٩, ٢٠٢١, ١:٣٣ ص - امل سلامه