طفلى ما بين حصاد الأمل ومشروع الفوضى

يسير كل منا فى تلك الحياه مفعما بالأمال التى تراوده عبر حصاده لثمرة تلك المرأة التى توغلت بقلبه من أول كلمة أطلقتها شفتيها واول سهم من ابتسامتها التى صوبتها نحو قلوبنا،نعم إنهم أولادنا الذين يحملون صفاتك الجسدية والنفسية و العقلية دون غيرهم ،فتجد نفسك أمام نسخة منقحة منك يستطيع أن تحكمها بأطر عقلية وقوانينك للحياه،بعد أن مر كلا منا بتلك التجربة مع أبويه أو من فقد أحد منهما أو كلاهما ومن ثم تولت الطبيعة ذلك،فنجد من تولت الطبيعة تربيتهم أنها أكسبتهم مناعة مضادة لتلك الأهوال التى تعصف بالحياه،فقد علمتهم الحياه بآلياتها الخشنة فافتقدوا لذلك الدفء الذى يحتضن رغباتهم،فالأب والأم هما الوقود الذى يحرك تلك الرغبات إلى الشعور بالسعادة،نحن لسنا فى موضع لنقارن بين تلك الحياه أو ذاك ولكنها مخرجات نعيشها كل يوم عندما تقع عيوننا على هؤلاء الأطفال الذين يفتقدون للأب أو الام،أو أن يكون أحد والديهما موجود ولكن مع حكم قام بإصداره ضد نفسه أن يكون أبا أو أما مع إيقاف التنفيذ ،لم يأتى أبنائنا إلى تلك الحياه ليحظوا بترديد كلمة أبي وأمى فقط ولكنهم جاءوا ليدللوا لنا أنه يمكننا أن تعيش مرة أخرى بإرادتنا،بالفعل جاءوا ليخرجونا من تلك الجدلية الدينية التى يتفيقه حولها البعض بشأن ذوننا مسيرين أم مخيرين،فإذا كنا قد جيرنا على المعاناة تحت طيف من ضغوط الحياه فيجب أن تملؤنا وحدة الاختيار تجاه أبنائنا حتى لا يصبحوا مشروع فوضى جديد،ذلك المشروع الذى تتهدم على عتبته أجيال قادمة،فأننى أؤمن أن المنزل هو الوحدة الإستراتيجية الأولى فى حياة كل منا التى تمنحنا قوة ضد المخاطر التى تكشر عن أنيابها ضد رغباتنا ومساعينا،فهيا بنا نضع خارطة طريق لاولادنا قبل أن يضلوا الطريق نحو الصواب. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author