كُنْت برفقة الْقَمَر وشعرت بالشْفَقَة عَلَى الشَّمْسِ ،
الْجَمِيع يُنْظَم الشَّعْر وَالْغَزْل لِلْقَمَر وَالْجَمِيع يُرَافِقُه ويسامرة وَيَرسم عَلَى وَجْهِ الْأَحْلَام وَيُدِير الحوارات وَيُعَمَّق الصداقات وَهُنَا تسائلت هَلْ هُوَ حُبًّا لِلْقَمَر أَم حُبًّا للليل ! ؟
وَتِلْك الشَّمْس الَّتِي هِيَ مَصْدَرُ الْحَيَاة وَالْإِحْيَاء لِكُلِّ مَا يَقْطُن الْأَرْض لِمَاذَا تَعَامَل بِتِلْك الْمُعَامَلَة ! ؟ لِمَاذَا الْجَمِيع يَفِرّ مِنْهَا حِينَ تَطُل بِرَأْسِهَا بكل هدوء وتحملق بِعَيْنَيْهَا عَلَى الْأَرْضِ تفرح بمن تنتظرها ولكنها سرعان ما يخيب ظنها، وَحِينَ تَغْرُب يَخْرُجُون فَرِحِين بتلاشيها وَهِي تودعهم بنظراتها المنحسرة ! ! وَحَتَّى تِلْكَ اللَّحَظَاتِ وَقْت شروقها وَغُرُوبِهَا فَالنَّاس تَتَأَمَّل الْفَجْر وشروق َالصباح وَالْغُرُوب وبداية اللَّيْل وَرَغَم أَنَّهَا هِيَ مِنْ يَحْدُثُ تِلْك الظَّوَاهِر وَلَكِن ينشغل النَّاسُ عَنْ السَّبَبِ ليفتتن بِالنَّتِيجَة ! !لذلك تصاب هي بخيبة الأمل!!
هَلْ يُكْرَهُ النَّاسُ الْوُضُوح والسطوع ! ؟أم هو عجز بقدرة الأبصار من يجعلهم يغيبون عنها وينتظرون غيابها!!!
أَوْ رُبَّمَا حَرَارَتِهَا وَلَكِن أَوَلَيْس الْمُحِبّ يَرَى سَعَادَتُه فِي تَحَمُّلِ أَذًى وَعُيُوب الْمَحْبُوب وَلَا يَكَادُ يَشْعُرُ بِهَا أَوْ يَرَاهَا لِذَلِكَ لَا أَعْتَقِدُ أَنَّ هُنَاكَ عُشَّاق لِلشَّمْس رَغِم كُلُّ مَا تمنح لِلْبَشَر .
لَمْ تَخْتَرْ الشَّمْسُ أَنْ تَكُونَ حارِقَةٌ وَهِي الْمُنْفَرِدَة بِتَحَمُّل اِشْتِعَالُهَا واستعارها،و وَحْدَتِهَا وهروب الْجَمِيع مِنْهَا وَعَدَم تَوَاجَد الْأَصْدِقَاء لَهَا وَاجْتِمَاعِ النَّاسِ حول الْأَقَلِّ نَفْعًا لَهُم وَاَلَّذِي لَمْ يَكُنْ بِهَذَا النُّور لَوْلَا انْعِكَاس أَشِعَّتَها عَلَيْه وَرغم ذلك تَفْخَر بِنَفْسِهَا لِأَنَّهَا تمنح هَكَذَا خُلِقَت مانحه لَا تَنْتَظِرُ شَيّ مِنْ مَخْلُوقٍ آخِرِ كُلِّ الْجَمَال الَّذِي يُشَاهِدُه النَّاس هِيَ مِنْ يَبْعَثُ لَهُ الْحَيَاةُ الشُّرُوق، الْغُرُوب، نُورِ الْقَمَرِ، تُفْتَح الْأَزْهَار، تَغْرِيدُ العَصَافِيرِ إلَخ
وَحِين تَأَمَّلْت أَكْثَر الْمَجْمُوعَة الشَّمْسِيَّة وَجَدْتَ أَنَّ كُلَّ كَوْكَبٍ يَدُور وَحِيدًا فِي فَلْكَة وَمَدَارُه نَعَمْ هُمَ بِذَات الْفَضَاء وَالْكَوْن وَلَكِنْ كُلُّ مِنْهُمْ وَحِيدًا مُنْعَزِلًا قَائِمًا بِذَاتِهِ
وَكَذَلِك اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، الْأَرْض ، وَالسَّمَاء
الْجِبَال وَالْبِحَار والمحيطات وَالْأَنْهَار وَالْأَشْجَار وَالنُّجُوم
كُلّ تِلْك الْمَخْلُوقَات الْكَوْنِيَّة لَا تَمْتَزِج لِتَكُون كيانا وَاحِد وَلَكِنَّهَا فَقَط تَتَقَابَل مِنْ بَعِيدٍ تَرَسَّل لِبَعْضِهَا الْحَبّ بِرَسائِل كَالْمَطَر وَالنُّور .
وتسائلت هَلْ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يُوجَدَ إِنْسَانٌ بِمِثْل ذالك الِانْفِرَاد وَالتَّمَيُّز بِحَيْثُ إنَّ اللَّهَ خَلْقَهُ دُون شَرِيك رُوحِي ، لِرِسَالَة لَا تَخْتَلِفُ عَنْ رِسَالَةِ الشَّمْس كمانح لَا يَقْبَلُ الْمِنَح ،
تَمَامًا كفصيلة الدَّم _oفهي تمنح جَمِيع الفَصَائِل وَلَا تُتَلَقَّى إلَّا مِنْ ذَاتِهَا ، فَذَلِك الْإِنْسَانَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يمتزح مَعَ أَحَدٍ ليشكلا كيانا وَاحِدًا ، هَكَذَا خَلَق بِطَبِيعَتِه فَهُو عُنْصُرٌ مِنَ مُكَوَّنَات الْكَوْن يَسْكُنُه كَوْن آخَرُ قَدْ يَتَقَابَل مَع نَظِيرُهُ وَلَكِن لِكُلِّ مِنْهَا مَدَار خَاصٌّ بِهِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَلِجَ أَحَدُهُمْ عَلَى مَدَار الْآخَر تَكُون رسائلهم تَمَامًا كرسائل الشَّمْس الَّتِي تُنِير عتمت الْقَمَر وَرَسَائِل الشَّجَر للشَّجَر تَحَمَّلَهَا الرِّيح وَرَسَائِل الْأَزْهَار للأزهار تَحَمَّلَهَا الْفَرَاشَات وَالنَّحْل وَرَسَائِل النُّجُوم للنجوم يعكسها تَلأْلأ ذَلِك الضَّوْء اندماج بَعْضِهِ مَعَ بَعْضِ ،
لُغَة الْمَشَاعِر تَخْتَلِفُ فِي التَّعْبِيرِ عَنْهَا عَلَى حَسَبِ نَوْعَ تِلْكَ الكيانات ولغتها الْمُشْتَرَكَة الَّتِي لَا يفقهها سِوَاهَا .
وَأَحْيَانًا كَثِيرَةٍ لَا يَلْتَقِي ذَلِكَ الإِنْسَانِ الْمُخْتَلَف بِمَن يُمَاثِلُه بِالرُّوح مَدَى الْحَيَاة وَهُنَا عَلَيْهِ أَنْ يَعْلَمَ جَيِّدًا أَنَّ عَدَمَ تَوَاجَد مَنْ يُشَبِّهُهُ فِي مُحِيطِهِ لَا يَعْنِي حَاجَتُهُ لِذَلِكَ بَلْ تَعْنِي إنَّهُ شَخْصٌ يَمْنَح نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ وَأَنَّهُ هُوَ كِيان لِلْأَحْيَاء لَيْس فَقَط نَفْسَهُ وَلَكِنَّ لِكُلٍّ مِنْ يصادفهم وَيُمِرّ بِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ رُبَّمَا قَدْ تَكُونُ تِلْكَ الْأَرْوَاح بَشَرًا وَرُبَّمَا كَائِنَاتٌ حَيَّةٌ أُخْرَى َربما مَبَادِئ وَقِيَم وَأَخْلَاق أَوْ حَتَّى مَشَاعِر مُعَرَّضَةٌ للاندثار ، قَدْ تَكُونُ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ الْمُنْفَرِد ذَا قِيمَةٍ كَبِيرَة وَلَكِنَّك أَنْتَ مِنْ يَضَعُ نَفْسِهِ فِي مُحِيطِ ضِيقٌ بِحَيْثُ إنَّك لَا تَرَى جَمَال رُوحَك إلَّا بمرايا أَرْوَاحَهُم وَهُنَا يَكْمُن الْخَطَأ فَلَيْسَت كُلّ الْأَرْوَاح مَرَايَا تَعْكِس الْحَقِيقَة أَحْيَانًا تَكُونُ متسخة فَتُعْكَس صُورَة مشوهت لَك فَعَلَيْك أَنْ تَتَأَمَّلَ نَفْسِك كَثِيرًا لِكَي تكتشفها أَكْثَر ، عَلَيْكَ أَنْ تَنْزِلَ وتغوص فِي مُحِيطِ أعماقك لتجني دُرَر وَتَرَى كَوْنِك الدَّاخِلِيّ الَّذِي لَا يَنْضُب مُعَيَّنَة فَهُو الْمُتَجَدِّد دَائِمًا ، لَا تَخْشَى مِنْ السُّقُوطِ وَلَا تُجْبَرُ نَفْسَك عَلَى الْوُقُوفِ خَوْفًا مِنْ أَنَّ يَرَاكَ النَّاسُ فِي الْأَرْضِ لَكِنْ فَقَط عَلَيْك إلَّا تُمَدّ يَدَك لينهضوك لِأَنَّك إنْ فَعَلْت ذَلِكَ ستسقط بِالْفِعْلِ وَلَكِنْ للهاويه ، عَلَيْكَ أَنْ تتسائل لِمَاذَا أَنَا فِي الْأَرْضِ ؟ وَمَاذَا تُرِيد السَّمَاءَ أَنْ تُخْبِرَنِي . ؟ وماهو الدَّرْسِ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ السُّقُوط ؟ وَحِين تُجِيبَ عَنْ تِلْكَ الْأَسْئِلَةِ مَدّ كَفّ رُوحَك لروحك وَأَنْهَض هَكَذَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَبْدَأَ . دُونَ أَنْ تتعثر بَعْد خُطُوَات بَسِيطِه ، إنفرادك وَوَحْدَتِك لَا تَعْنِي أَنَّكَ غَيْرُ مَوْجُودٍ بَل أَحْيَانًا تَعْنِي إنَّ عَلَيْكَ صَنَعَ ذَلِكَ الْوُجُود بوجودك .
ربما كانت تلك الكلمات نوع من المواساة وربما كانت حقيقة!!
ولكن في وقتنا الحاضر الكثير من الحقائق لا تنتمي للحقيقة في شي وهي عبارة عن كلمات آمن البعض بها واعتنقها وأصبحت معتقدا بالقلب فتحولت لحقيقة لا تمس، لذلك لكي تبني حقيقة عليك بحملة إعلانات مكثفه ومع التكرار ستجد لها متعصبين رغم أنها محض فكرة قابلة للنقد!!ا
المفاهيم أصبحت لا تنتمي لمعناها الأصلي وذلك نظرا لنسبية البشر من حيث المعتقد والثقافه والعقل!!
You must be logged in to post a comment.