يوجد نوعان من كُتّاب الروايات، كاتب ينتقل من الفكرة إلى تخطيط تفصيلي لرِوايته، فصل فصل، مشهد مشهد. أما النوع الثاني فينتقل من الفكرة إلى كتابة أوّل مشهد يوحى إليه ثمّ بعد ذلك القصة سوف تنكشفُ له بينما هو يكتب دون حتّى إرادة منه.
قال المُخرج والكاتب الأمريكي كوينتن تارانتينو: "لا أُفكّر كثيرًا في ما سيحدث في السيناريو الذي أكتبه بعد منتصف السيناريو. أعني أنّي أعرف أين سأذهب، ففيلمي: أُقتل بيل، في نهاية الفيلم أكيد ربّما أن البطلة ستقتل بيل! حينما أصل إلى منتصف فيلمي فأنا أعرف شخصياتي وأعرف كيف تُفكّر".
وقال الرّوائي صاحب السلسلة الشهيرة أغنية الجليد والنار جورج أر أر مارتن في هذا الموضوع: "حينما أُخطّط لكلّ شيء، فصل فصل، مشهد مشهد. بعد ذلك لماذا أبدأ في الكتابة؟ أنا أعرف كلّ شيء الآن لماذا أكتب كلّ شيء خطّطته؟ أين المُتعة ؟المُتعة بالنّسبة لي هي أن أكتب دون تخطيط أبدًا سوى بعض الأفكار القليلة جدا في المستقبل".
الكتابة دون تخطيط سحر! فتجربتي فيها ساعدتني كثيرًا ألّا انسحب من كتابة الرواية. أنا بدأت أكتب دون تخطيط دون معرفة أن هناك كُتاب ناجحين مثل ستيفن كينج يكتوب دون تخطيط.
لا تخف في أنّك ربّما لن تجد المعنى لروايتك! فهذا الأمر أعِدُك أنّك ستكشفه تلقائيًا وأنت تكتب.
لا تخف في أنّك لن تعرف نهاية روايتك! فكما أخبرنا كوينتتن تارانتينو أنّ حين تصل إلى مُنتصف الرّواية ستعرف شخصياتك وتفكيرها! ومن ثمّ ستعرف حين إذن أنّك قادر على إنهاء الرّواية بكل سلاسة وبغير توقّع شخصي منك! فهو مثل الوحي.
لا تخف حينما تُعدّل من شخصيّة في منتصف الرواية أو في بدايتها. فأنت دائمًا تستطيع الرّجوع والتعديل. مثلًا: ( حينما تُغيّر عمر الشخصية في منتصف الرواية ) تستطيع أن تكتب مُلاحظة في دفتر خاص بالملاحضات أو في جوّالك أن عُمر الشخصية تغيّر ويجب عليك تعديله.
لا تُعدّل على الفور! فقط ضع مُلاحظات وحينما تُنهي الرواية وتبدأ في المسودة الثانية أبدأ في التّعديل ولذلك سُمّيت "مسودة ثانية".
الأمر بهذه البساطة!
You must be logged in to post a comment.