سيرة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

مر على الأمة الإسلامية عدة قادة و زعماء منهم من كان له أثر سيء على هذه الأمة و قصروا في مسؤوليتهم تجاهها و طويت سيرتهم و نسيهم التاريخ و منهم من هم على العكس من ذلك  كان لهم فضل كبير على الأمة و لا يزال أثرهم قائما حتى هذه اللحظة و في هذه المقالة سنتطرق إلى أحد هؤلاء القادة الذين كان لهم الفضل على امتنا و حفر اسمهم في سجل التاريخ كأحد أبرز القادة الذين مرو على هذي الأمة  الخليفة الأموي الثامن عمر بن عبد العزيز و في مقالتنا هذه سنذكر  بعض الملامح من سيرته العطرة   من خلال الفقرات المعنون بشكل الآتي : مولده ونشأته، طلبه للعلم، حياته السياسية، معلومات حوله، وفاته

 

ولد عمر بن عبد العزيز المكنى بأبي بأبي حفص و الملقب بخامس الخلفاء الراشدين في المدينة المنورة سنة 61 هجرية  كان والدهُ عبد العزيز من خيار أُمراء بني أُميّة، وأمّا أُمّه فهي أُمُّ عاصم بنت عاصم بن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه نشأ في المدينة المنورة و كان شديد التردد على عبد الله بن عمر رضي الله عنه لمحبته له ، وكثرةِ تعلّقهِ به، وكان يقولُ لأُمه أنّهُ يريدُ أن يُصبح مثل خاله عبدُ الله بن عمر رضي الله عنه و تربى عمر بين أخواله بالمدينة المنورة من أسرة عمر بن الخطاب  ولا شك أنه تأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة تربى عمر بن عبد العزيز على أيدي كبار فقهاء المدينة وعلمائها وقد بلغ عدد شيوخ عمر بن عبد العزيز ثلاثة وثلاثين؛ ثمانية منهم من الصحابة وخمسة وعشرون من التابعين، فقد اختار عبد العزيز والد عمر  صالح بن كيسان ليكون مربياً لعمر، فتولى صالح تأديبه، وكان يُلزم عمر الصلوات المفروضة في المسجد وكان عمر بن عبد العزيز منذ صغره شديد الإقبال على طلب العلم، وكان يحب المطالعة والمذاكرة بين العلماء، كما كان يحرص على ملازمة مجالس العلم في المدينة، وجمع عمر بن عبد العزيز القرآن  وهو صغير، وساعده على ذلك صفاء نفسه وقدرته الكبيرة على الحفظ وتفرغه الكامل لطلب العلم والحفظ وكان يحرص على التشبه بصلاة النبي محمد عليه الصلاة و السلام  أشد الحرص أمّ أنس بن مالك فقال«ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله  من هذا الفتى» ومن شيوخ عمر بن عبد العزيز الذين تأثر بهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، و سعيد بن مسيب كان سعيد لا يأتي أحداً من الأمراء غير عمر، ومنهم كذلك سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب

كان لعمر بن عبد العزيز أثر كبير في نصح الخلفاء وتوجيه سياستهم بالرأي والمشورة، إذ يحتل عمر مكانة متميزة في البيت الأموي، فقد كان عمه عبد الملك يجله ويعجب بنباهته أثناء شبابه، مما جعله يقدمه على كثير من أبنائه ويزوجه من ابنته  فاطمة بنت عبد الملك  في ربيع الأول من عام 87هـ، ولّى الخليفة الوليد بن عبد الملك عمرَ إمارة المدينة المنورة واشترط عمر لتوليه الإمارة ثلاثة شروط الشرط الأول أن يعمل في الناس بالحق والعدل ولا يظلم أحداً، ولا يجور على أحد في أخذ ما على الناس من حقوق لبيت المال، ويترتب على ذلك أن يقل ما يرفع للخليفة من الأموال من المدينة الشرط الثاني أن يسمح له بالحج في أول سنة؛ لأن عمر كان في ذلك الوقت لم يحج الشرط الثالث  أن يسمح له بالعطاء أن يُخرجه للناس في المدينة  فوافق الوليد على هذه الشروط و باشر عمر بعمله، وكان عادلاً، واستعان بعشرةٍ من أفاضل المدينة في حُكمهِ؛ ليكونوا أنصاراً له في الحق، وقام بتوسعة المسجد النّبويّ، ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة 91هـ، وبذلك صار والياً على الحجاز كلها ، ونشر الأمن والعدل، وبدأ بحفر الآبار والطُّرق، وأعاد الأموال العامة إلى كرامتها وحُرمتها، وفَتح المدينة لمن كان هارباً من ظُلم الطُّغاة و في سنة 93 هجرية عزله الوليد بن عبد الملك لا لتقصير منه في أداء مهامه  بل بسبب وشاية اخذ بها وهكا انتهت فترة ولاية عمر بن عبد العزيز بعد أن دامت قرابة 7 سنوات لينتقل بعدها الى دمشق رأى أن مصلحة المسلمين تقتضي أن تكون إقامته في دمشق بجوار الخليفة، لعله بذلك يستطيع أن يمنع ظلماً أو يشارك في إحقاق حق ولم يكن عمر بن عبد العزيز على وفاق تام مع الخليفة الوليد بن عبد الملك  فالوليد يعتمد في تثبيت حكمه على ولاة أقوياء قساة، يهمهم إخضاع الناس بالقوة وإن رافق ذلك كثير من الظلم كالحجاج ، بينما يرى عمر أن إقامة العدل بين الناس كفيل باستقرار الملك وائتمارهم بأمر السلطان و في عهد سليمان تهيأت الفرص لعمر بن عبد العزيز بقدر كبير، فظهرت آثاره في مختلف الجوانب، فبمجرد تولي سليمان الخلافة قرّب عمرَ وأفسح له المجال واسعاً،وجعله وزيراً ومستشاراً ملازماً له في إقامته وسفره. وكان سليمان يرى أنه محتاج له في صغيره وكبيره وقد كان لعمر بن عبد العزيز أثر كبير على سليمان في إصدار عدد من القرارات النافعة  لمّا مرض سُليمان بن عبد الملك طلب منه مَنْ حوله بالخلافة لِعُمر بن عبد العزيز، فأوصى بالخلافة له من بعده، وأشهد عليها من كان عنده، فلمّا توفي؛ أصبح عُمر أميراً للمؤمنين، و ثامن خلفاء الدولة الأموية  و كان ذلك سنة 98 هجرية  و تميزت خلافة عمر بن عبد العزيز بعدد من المميزات منها العدل و رد المظالم و عزل الجميع الولاة الظالمين و العمل بالشورى  و نشر العلم بين الرعية  و أبرز عمل قام به عمر بن عبد العزيز هو  تدوين الحديث النبوي 

اختلفت الروايات عن سبب مرض عمر بن عبد العزيز وموته، إذ تذكر بعض الروايات أن سبب مرضه وموته هو «الخوف من الله تعالى والاهتمام بأمر الناس» و ذكر سبب آخر لموته  وهو أنه سُقي السم،فتوفي وهو دون الأربعين من عمره سنة  101 هجرية ، قضى منها سنتين وبضعة أشهر في منصب الخلافة

 

كان لعمر بن عبد لعزيز فضل كبير على الأمة الأسلامية من خلال ما قدمه ولعل ابرز ما قدمه لهذه الأمة و لا زال أثره قائما إلى وقتنا هذا هو تدوينه للحديث النبوي الشريف و جمعه بسبب انتشار الأحاديث المختلقة و المكذوبة في ذلك الوقت 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author