للأخطبوط ثمانية أرجل؟! ربَّما علينا إعادة النظر.

يمتلك الأخطبوط ثمانية أطراف بارزة من جسمه، وتدعى هذه الأطرف مِجَسَّات، وقد أدَّت الأبحاث الحديثة حول كيفية استعمال الأخطبوط لهذه الأطراف إلى إعادة تعريف ما ينبغي تسميته.

جاءت تسمية الأخطبوط من اليونانية oktōpous التي تعني ثمانية أرجل، وهو حيوان رخويّ من فصيلة رأسيات الأرجل.

يستعمل الأخطبوط مجساته الاثنتين الخلفيتين لدفع نفسه في مياه البحر، تاركًا المجسات المتبقية الأخرى لتُستعمَل في تناول الطعام، ونتيجة لذلك، يميل علماء الأحياء البحرية الآن إلى الإشارة إلى الأخطبوطات على أنها حيوانات ذوات رِجليَن اثنتين وستة أذرع.

إنَّ مجسَّات الأخطبوط هي أعضاء خارقة، يمكن أن تتصلَّب لتشكيل مفصل كوع مؤقت، أو يمكن أن تُطوى على بعضها وتشكل جسمًا يشبه ثمرة جوز الهند، وبذلك يستطيع الأخطبوط الاختفاء والتدحرج في قاع البحر.

كما أن مجسات الأخطبوط تحتوي على ثلثي دماغ الأخطبوط بما يُقدَّر بحوالي 50 مليون خلية عصبية موجودة في المجسات، والثلث المتبقي منها يقع داخل الرأس على شكل كعكة، ونظرًا لوجود معظم الجهاز العصبي للأخطبوط في أطرافه؛ فإنها تتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية، إذ يمكن أن تستمر المجسات المقطوعة بالزحف، وفي بعض الأنواع، تعيش الأطراف المقطوعة لعدة أشهر.

تمتلك ذراع الأخطبوط عقلًا حقيقيًا، وتحتوي كل ذراع على صَفَّين من الماصَّات المُزوَّدة ببراعم تذوق من أجل التعرُّف على الطعام، ويتذوَّق الأخطبوط كل ما يلمسه.

تمتلك ذكور الأخطبوط ذراعًا مُتخصّصًا لحفظ النِّطاف، يُطلَق عليه اسم "هيكتوكوتيلوس" Hectocotylus، ويُستعمَل للتزاوج ونقل الحيوانات المنوية، وأثناء الجماع ينفصل الهيكتوكوتيلوس، لكنه يعود للنمو من جديد في العام التالي.

وتقضي أنثى الأخطبوط خلال فترة حضانة البيوض بدون طعام وهي ترعاها وتزيل الأوساخ البحرية عنها وتجدد المياه حولها عن طريق النفخ عليها حتى تفقس، وغالبًا تموت بسبب ذلك وتولد الأخطبوطات الجديدة بدون أم.

قد تؤدي الاختلافات الجينيَّة أحيانًا إلى نمو أكثر من ثمانية أطراف للأخطبوط. ففي سنة 1998، كان حوض أسماك شيما مارينلاند في اليابان يعرض أخطبوطًا شائعًا يملك 96 مجسًّا، لكنه مات بعد نحو خمسة أشهر، وقد خلَّف مجموعة من البيوض قبل موته فقست بنسل طبيعي، ثمانية أطراف، إلا أن الأخطبوطات الصغيرة ماتت جميعها بعد شهر تقريبًا.

 

الجهل العام، الجزء الثاني

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يونيو ٢٤, ٢٠٢١, ١٠:٢١ ص - asmaa
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ٣:٣٨ ص - yara-ahmed
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ٣:٣٣ ص - yara-ahmed
مارس ١٣, ٢٠٢١, ١:٠٤ م - أسماء
يناير ٢٢, ٢٠٢١, ٣:١٤ ص - امل سلامه
يناير ٩, ٢٠٢١, ١:٣٣ ص - امل سلامه
About Author