موسم '1966-1967' يحظى بمكانة خاصة في أرشيف كرة القدم، فما فعله بطل قصتنا نادي سيلتك كان استثنائياً بكل المقاييس، فقد نسف أسطورة النهايات الحزينة في كرة القدم، واتخذ من مقولة شكسبير "إما كل شيء أو لا شيء على الإطلاق" مرجعاً له، وحقق الثلاثية التاريخية التي كانت حالة فريدة من نوعها في الساحة الأوروبيّة ذلك الوقت.
قبل الخوض في التفاصيل، سوف نطرح للقارئ العزيز نبذة قصيرة عن النادي:
نادي سيلتك هو فريق كرة قدم إسكتلندي، تأسس في العام 1887م. يتخذ من ملعب 'سيلتك بارك' معقلاً له. يعتبر النادي مع رينجرز الاسكتلندي قطبي كرة القدم الاسكتلندية، فهو ثاني اكثر الاندية تحقيقاً لبطولة الدوري المحلي بعد المذكور مسبقاً، كما أنه يمتلك الرقم القياسي في مرات التتويج ببطولة كأس اسكتلندا (39). بالإضافة إلى أنه النادي الاسكتلندي الوحيد الذي حقق بطولة دوري أبطال أوروبا.
- الطريق نحو الثلاثية:-
--------------------
• الدوري الاسكتلندي
طريق سيلتك نحو التتويج بالبطولة لم يكن مفروشاً بالورود، فقد واجه النادي منافسةً شرسة من غريمه التقليدي رينجرز وحقق بطولة الدوري بفارق ثلاث نقاط فقط، على الرغم من سجله الرهيب في ذلك الموسم، فالفريق حصد 58 نقطة من أصل 68 ممكنة، مع سجل تهديفي مرعب قلة قليلة من الأندية حققته حتى هذه اللحظة (111 هدف من 34 مباراة).
- تنويه: قبل تحديث القوانين، كان الفائز في المباراة يحصل على نقطتين.
• كأس اسكتلندا
بسبب عدم توفر معلومات عن الأدوار السابقة، سوف نتحدث عن النهائي مباشرةً. في 29 أبريل 1967، كان ملعب هامبدن بارك على موعد مع نهائي كاس استكلندا الذي يجمع بين سيلتك وابردين وبحضور جماهيري كبير قُّدر ب 126,102 متفرج. المباراة إنتظرت حتى الدقائق الأخيرة من عُمر الشوط الأول لنشهد بها أهداف وتقدم سيلتك عبر ويليام والاس في الدقيقة 42.في الشوط الثاني، تحديداً في الدقيقة 49 عاد اللاعب نفسه ليضيف الهدف الثاني له ولفريقه ولتنتهي المباراة على هذا الحال وتعلن سيلتك بطل كأس اسكتلندا.
• دوري أبطال أوروبا
في الدور الأول، لم يواجه الفريق أيّة صعوبات في تخطي عقبة زيوريخ السويسري وفاز عليه ذهاباً وإياباً ( 5-0 ) في مجموع المبارتين. لم يختلف الأمر كثيراً في الدور المقبل، مرةً أخرى، حقق نادي سيلتك الفوز على نانت الفرنسي ذهاباً وإياباً بنفس النتيجة (3-1)، ليصعد الى الدور ربع النهائي ويواجهه فويفودينا المغمور، الذي صدم الجميع وفاز في الذهاب 1-0، ولكن في لقاء العودة رد سيلتك الصاع صاعين وفاز بثنائية نظيفة مكنته من التأهل إلى المربع الذهبي وملاقاة دوكلابراغ التشيكوسلوفكي. تمكّن السيلتيون في اسكتلندا من تحقيق نتيجة ممتازة (3-1).في الإياب، فرض التعادل السلبي نفسه على مجريات المباراة، ليتأهل سيلتك على إثره إلى المباراة النهائية ومقارعة إنتر ميلان بطل نسختي (64,65). 25 مايو 1967، اليوم الموعود. 90 دقيقة تفصل سيلتك عن الحلم الأوروبي والثلاثية، ولكن، في الدقيقة السابعة تحول الحلم إلى كابوس، فقد نجح النجم ساندرو ماتسولا في وضع الإنتر بالمقدمة عبر ركلة جزاء. لتبدأ الأحزان تنهش في جماهير سيلتك حتى الدقيقة 63، حين منح اللاعب تومي جيمل أنصار الأبيض والأخضر قبلة الحياة ونجح في تعديل الكفة. وقبل نهاية المباراة بدقائق معدودة، سجل ستيفي شالمز الهدف الثاني لسيلتك. مرت الدقائق المتبقية على الفريق الاسكتلندي بسلام، واطلق الحكم صافرة النهاية معلناً تتويج سيلتك ببطولة اوروبا للأندية البطلة للمرة الأولى والأخيرة.
بعد تحقيق اللقب الأوروبي، كتب سيلتك إسمه في التاريخ بأحرفٍ من ذهب، فقد اصبح أول نادٍ أوروبي يحقق الثلاثية (الدوري، الكأس، دوري الابطال)، أول فريق بريطاني يحقق دوري أبطال أوروبا، الفريق الأسكتلندي الوحيد الذي فاز بذات الأذنين.
You must be logged in to post a comment.