كانت هذة الصورة الملتقطة بعدسة المبدع عبدالله الكندري والمقطوعة الموسيقية التي من تأليف الدكتور عبدالله خلف و التي أرفقتها مع هذا المقال كانتا كفاتح لشهية قلمي بعد أن فقد شهية الكتابة فهو لا يكتب إلا حين يتحرك شئ بداخلي بفعل مادة خارجية تصيب الروح لا الجسد!!
وهكذا كانت ترجمة قلمي لتلك اللوحة الفنية التي أختزلت الكثير والكثير من الأفكار التي سيترجمها كل إنسان على حسب طبيعة ثقافته الوجدانية لذلك كاذب من يدعي إننا حياديين فيما نرى ونسمع فنحن نترجم كل شي بما تراه أرواحنا وقد لا يكون فيه مطلقا ولكن هكذا هو الإنسان احيانا ترى ألوانا لا يراها الجميع وأتذكر أن من فترة بعيدة تم أختبار الناس بصورة فستان وذلك بالسؤال عن لونه وكانت الرؤية مختلفه من شخص إلى أخر وكلا الفريقين يتهم الآخر بالجنون!!! المهم يبدو أني خرجت عن الموضوع َلكن لا يضر فهي معلومة تأكد رأيي بشكل مناسب!!
ومن هنا تبدأ الترجمة من صورة وموسيقى إلى كلمة وحرف!
مابين سَمَاءٌ وَأَرْضٌ وُجِدَت أَنْت ! ! ! ! !
أَنْت تِلْك تَعْنِي الْإِنْسَان !
حَوْلِك كَوْن وَاسِعٌ مُتَرامِي الْأَطْرَافِ لَا حُدُودٌ لَهُ وَلَا يُمْكِنُك أَنْ تَبْلُغهُ مَهْمَا سَافَرْت جَوّا أَوْ بَحْرًا أَوْ بُرًّا سَتَكُون هُنَاك مُدَن وَجَزَر وَأَمَاكِن لَم تَرَاهَا وَلَم تَتَعَرَّف عَلَيْهَا وَلَن يَكْفِيك الْعُمْر لِتَحْصِيل كُلّ مافيه مِنْ مَعَارِفِ وموجودات فَحَيَاة وَاحِدَةٍ لَا تَكْفِي ! !
ومابين رَغْبَتُك فِي الإكتشاف وَبَيْن يقينك عَنْ عَدَمِ مقدرتك ومحدودية إمكانياتك سَوَاءٌ الْمَادِّيَّة أَم الخلقية الَّتِي خُلِقَتْ بِهَا تَبْحَثُ عَنْ طُرُقِ تعطيك نَوْعًا مِنْ الرِّضَا فتبدأ بِجَعْل رُوحَك تَعِيش بَيْن سُطُور تَجَارِب الْآخَرِين السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ والحاضرين لتختزل فِي أعماقك مَشَاعِر لَن تعيشها وَاقِعًا لتتعرف عَلِيّ مُدَن وثقافات لَن تَصِلْ إلَيْهَا أَبَدًا ولا تحتاج لجواز سفر ولا مطارات حتى تبلغها!! تَغُوص وَتَبَحَّر وتطير وَتَحْلِق وَتَسْكُن وَادِيًا، تَلا خَنْدَقًا أَو تعتلي جَبَلًا أَوْ تختبأ فِي كَهْفِ كُلّ تِلْك الرحلات فِي عَالَمِ تُجْمَعُ فِيهِ مَسِيرَة الْبَشَرِيَّة مُنْذ الْوَهْلَة الْأُولَى للتواجد ع الْأَرْضِ حَتَّى لحظتك الرَّاهِنَة وَأَحْيَانًا تأخذك تِلْكَ الْعُلُومِ لنقاط مَا قَبْلَ وُجُودِ آدَمَ عَلَى الْأَرْضِ ، هُنَاك أَنْت تُعَبِّر الزَّمَن وَلَكِنْ لَيْسَ بِآلَةٍ الزَّمَن الَّتِي عَجَز الْإِنْسَانِ فِي صَنَعَهَا بَلْ عَنْ طَرِيقِ بَوَّابَة الْمَعْرِفَة وَهِي الْكُتُب وَالْقِرَاءَة فَفِيهَا الْإِنْسَان يُضَاعِف حَيَاتِه لِأَكْثَرَ مِنْ حَيَاةِ
فَمَرَّة هُوَ مِنْ سُكَّانِ العَصْرِ الحَجَرِيِّ يَكْتَشِف لأَوَّلِ مَرَّةٍ النَّار وَذَلِكَ عَنْ طَرِيقِ اِحْتِكَاكٌ بَيْنَ حَجَرَيْنِ وَيَبْدَأ بالتعجب مِنْ تِلْكَ الشرارة حَتَّى يُصَادِف أَنَّهَا الشرارة الْأُولَى لِمَعْرِفَة مَاهِيَّة النَّار ، وَمَرَّة هُوَ مِنْ سُكَّانِ الْعَصْر الفرعوني ، وَمَرَّة الروماني وَمَرَّة الإغريقي يَشْهَد عَلِيّ مُحَاكِمَة سُقْرَاط الْغَيْر عَادِلَةٌ وَيَبْدَأ الحِوَار مَع سُقْرَاط نَفْسِه ! ! وَمرة في الْعَصْر الفكتوري وَمرة في عَصْر مَا قَبْلَ النَّفْط وَالْحَدَاثَة إلَخ
فِي كُلِّ يَوْمٍ أَنْت تَذْهَب بِرُوحِك مَعَ كِتَابٍ يَخْتَرِق الزَّمَنِ أَوْ يلغية لِتَجِد نَفْسَك فِي جَسَدٍ وَعَقْل وَعَالِمٌ وَزَمَن مُخْتَلَفٌ عَنْك تَعِيش فِيه وتتفاعل مَعَ جَمِيعِ مكوناته الوجدانيه لِتَعُود مِنْهُ وَقَدْ شَهِدْت حَيَاة مُخْتَلِفَةٌ وَعَمْرًا مُخْتَلَفٌ لَم يَسْرِق مِنْك أَعْوَام بَلْ مُجَرَّدُ سَاعَات وَأَحْيَانًا أَيَّام وَلَكِن النَّتِيجَة تَفَوَّق الزَّمَن الْمَمْنُوح لَهَا وَهُنَا أَنْت تُشْعِر بِالرِّضَا عَنْ نَفْسِك وَالِامْتِنَان عَلَى ذَهَابِ ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي حَيَاةِ صَنْعَتِهَا لِنَفْسِك بِنَفْسِك وَفْقًا لقرارك وأحساسك دُون تَدْخُلُ مِنْ أَحَدِ أَوْ إضْرَارٌ بِأَحَد ! !
وَمَن خِلَالِ تِلْكَ الرحلات وتنوعها يصْبِح الْكَوْن الَّذِي أَنْتَ ذَرَّة فِيه مُخْتَزِل فِي أعماقك لتبدأ مِنْ خِلَالِ تِلْكَ الرحلات فِي إيجَادِ نَفْسِك والتعرف عَلَيْهَا لتستطيع أَنْ تُجِيبَ عَنْ سُؤَالٍ حَيَّر الْكَثِيرِ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ والمفكرين ألا وَهُوَ
مَنْ أَنَا ؟ ! .
هَلْ أَنَا ذَلِكَ الظِّلُّ الَّذِي يُشِيرَ عَلَى ماديتي كَمَوْجُود مَرْئِيّ مَحْسُوسٌ ! !
أَم أَنَا تِلْكَ الْآثَارِ الْمَرْسُومَة عَلَى وَجْهِ رِمَال صَحْرَاء هَذِهِ الْحَيَاةَ الَّتِي لَن يسْتَمِرّ بَقَاءَهَا طَوِيلًا فرياح التَّغْيِير تَعْصِف بِكُلّ شَيّ وَلَن تَبْقَى على ماهُو سَطْحِي ظَاهِرِيٌّ وَلَكِنْ كُلُّ مايبقى هُو جَوْهَرِي . موشوم ع الْحَجَر وَلَيْسَ عَلَى وَجْهِ الطِّين ! ! !
وَبَعْد تِلْك الرحلات تَسْتَلْقِي وَجْهًا لوْجُه مَع لَوْحَة الْخُلُود وَهِي السَّمَاء لتبدأ بحوار يوصلك لِأَقْصَى نُقْطَة فِيك
تِلْك الغُيُوم تَعْكِس شَيْئًا مِنْك رُبَّمَا مَشَاعِر أَو أفْكَار تَحْجُب عَنْك رُؤْيَة سَمَاء رُوحَك الصَّافِيَة وَلَكِنْ لَوْ تَأَمَّلْتَ تِلْك الغُيُوم فَهِي تَمْضِي تَدْفَعُهَا الرِّيح لتشرق شَمْس أعماقك لتعيد الْحَيَاة لربوعك ومابين سَاعَة صَفَاء وَسَاعَةٌ عَتَمَة تَتَكَوَّن وَتَكُونُ أَنْتَ لَوْلَا ذَلِكَ التَّنَوُّع لَمَّا انْتَبَهَ الْإِنْسَانُ لَمَّا يَحْدُثُ حَوْلَهُ لو كَانَ كُلٌّ شَيِّ ثَابِتًا لَا يَتَحَرَّكُ فَلَن يَتَعَرَّف الْعَقْلِ عَلَى خَالِقِهِ وَلَن يعَجَّب لبديع خَلْقِه
وَلَن يَتَعَرَّف عَن كُنُوز الْمَعْرِفَة وَكُنُوز نَفْسِه
وَلَمَّا تَعْلَمُ أَنَّ السَّرَاب يُوصَل لماهو حَقِيقِيٌّ
فَقَدْ تَكُونُ الْبِدَايَات حِلْمًا كَالسَّرَاب وَلَكِن يَنْتَهِي بِحَقِيقَة مَلْمُوسَة وَاقِعِيَّةٌ كُلِّ شَيِّ يَبْدَأ بشعور يَخْلُق فِكْرَةٍ وَمَنْ ثَمَّ خَيَالٌ وَتَصَوُّر لشكل تِلْك الفِكْرَة عَلَى الْوَاقِعِ وَبَعْدَهَا
خَطَؤُه تَتْلُو خُطْوَةً حَتّى تتجسد تِلْك الْفِكْرَةُ فِي شَكْلِ حَقِيقِيٌّ وَاقِعِيٌّ لِذَلِكَ حَتَّى السَّرَاب قَدْ يَكُونُ عَامِلُ أَساسِيّا فِي مُوَاصَلَة الْمَسِيرِ فِي صَحْرَاءَ جَرْدَاء فِقْدَان الْأَمَلِ فِي النَّجَاحِ، فِي الْإِنْجَاز فِي بُلُوغِ الهَدَف يَجْعَل الْإِنْسَان يُضِلّ نَفْسِه َوطريقة وَيَمُوت عَطَشًا في صَحْرَاء يَأْسُه وأحباطه وَعَدَم إيمَانِه أَنَّهُ يَسْتَطِيعُ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَيْ ، وَسِيلَةٌ وَاضِحَةٌ لِإِنْقَاذِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ فَقَطْ النَّظَر لِلسَّمَاء بِكُلّ ثِقَةٌ وَيَقِين و حُسْنِ ظَنِّ وَسَيَجِد الطَّرِيقِ لَا مَحَالَةَ فَمَن أَوْجَدَه لَن يَتَخَلَّى عَنْهُ فَقَطْ حِينَ لَا يَتَخَلَّى هُوَ عَنْ نَفْسِهِ وَيَتْرُكُهَا لرياح الْهَوَان وَالِانْكِسَار !
Listen to Mirage by Abdullah Khalaf on #SoundCloud
https://soundcloud.app.goo.gl/3itL5
You must be logged in to post a comment.