مولاي أنت أم مولى لي؟
من جمال اللغة العربية وقوة مفرداتها أن بعضا من تلك المفردات تحمل أكثر من معنى ومغزى ولكن الأعجب من ذلك هو عندما تأتي الكلمة بالمعنى وضده وهناك العديد من الكلمات فى اللغة العربية التي تتسم بهذه الصفة لمن شاء أن يبحث عنها فهذا ليس محور حديثنا والكلمة التي يدور حولها موضوعنا هي كلمة "مولانا" فهذه الكلمة تأتي تارة بمعنى "السيد" وتارة أخرى تأتي بمعنى " الخادم أو العبد"
وسر إستحضاري لهذه الكلمة هو ما أراه من ضعف فى العلاقات الإجتماعية بين الناس سواء على مستوى العائلة (الأقارب) أو على مستوى الأصدقاء بل دعونا نقول على مستوى الزملاء لأن الصداقة بمفهومها الصحيح أصبحت نادرة فى هذا الزمان
فما علاقة هذه الكلمة وماسردته من توصيف للعلاقات الإجتماعية الموجودة حاليا؟
والحقيقة أنني أستخدم هذه الكلمة كثيرا في حديثي مع الناس ومخاطبتي لهم فمثلا أقول "نعم يا مولانا" و "أمر يا مولانا" وهكذا.. وبما أنني لا أعلم مايضمره لي الأخرين فى داخلهم أو فى سرائرهم لأن ذلك لايعلمه إلا الله
لذا فأنا أقصد عند إستخدامي لهذه الكلمة مع شخص معين أن أقول له
" إن كنت كريماً معي فأنت مولاي وأما إن كنت لئيماً فأنت لي مولى"
والمثير للدهشة في الأمر أن هذا المفهوم الذي طرحته أصارح به كل من أتعامل معهم أو بالأحرى كل من أخاطبهم بكلمة "مولانا " فى حديثى معهم ولا أجد إمتعاضاً من أحدهم
ولما العجب أو الدهشه فكل شخص ممن أتعامل معهم أعطيه الحق فى وضع مكانته التى يستحقها مني فإن كان كريماً معي صادقاً وصريحاً فهو يعلم فى قرارة نفسه أنه مولاي أما إن كان غير ذلك ويبطن غير الذي يظهر فهو أيضا يعلم فى قرارة نفسه أنه عندى مولى.
دمتم وأنتم تأسرون الناس بفضلكم
You must be logged in to post a comment.