هل يجب أن نسمح لأطفالنا باللعب على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون؟

هل تعلم عزيزي القارئ ان الطفل الذي يقل عمره عن 3 سنوات والذي يجلس امام التلفاز ساعة يوميًا يضاعف هذا الامر خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز في المدرسة الابتدائية.

وهل تعلم كذلك ان للوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في مشاهدة التلفزيون ارتباط سلبيا بأدائهم المدرسي

فلهذه الأسباب ينصح معظم المختصون، الآباء بعدم تعريض أطفالهم للشاشات قبل سن الثالثة (سنتان، كحد الأدنى). وذلك للحفاظ قدر الإمكان على قدرتهم على إنشاء مهاراتهم المعرفية وتحسين فرصهم في تحقيق النجاح المدرسي. والغريب أيضًا أن مصممي هذه الشاشات هم في معظم الأحيان آخر من يضع جهازًا لوحيًا في أيدي أطفالهم، "ستيف جوبز" على رأسهم! فلنرى معا لماذا

اولا- الشاشات تفقر مجال الاستكشاف الخاصة بالأطفال

لتنمية ذكائهم، لا يحتاج الأطفال الصغار إلى بيئة فائقة التطور. على العكس تماما! يتطور ذكاءه من خلال حواسه الخمس: اللمس والتذوق والسمع والبصر والشم

عندما يمسك الطفل بمكعب خشبي، يكون له وزن معين، نسيج خاص. إذا وضعه في الفم، فسوف يكتشف مذاقه. إذا ضربها بجسم آخر، يكتشف صوتها. فمكعب بسيط يقدم له عددًا كبيرًا من المعلومات الحسية الغنية جدًا، والتي تتضمن آلاف الوصلات بين الخلايا العصبية في كل ثانية. ومن جهة أخرى على الشاشة، يكون للمكعب أو الفيل أو الزرافة نفس الوزن ونفس الرائحة والذوق. وبالتالي نلاحظ إن مجال استكشاف الشاشة أكثر فقراً

ثانيا- الشاشات يمكن أن تبطئ لغة الاطفال

عنصر آخر ضروري لتطوير لغته بشكل صحيح: التواصل مع الكبار، وحتى لو لم يصل سن التحدث بعد! فأثناء التفاعل مع طفل، فإن أي شخص يتكيف غريزيًا معه ويقوم باختيار كلماته، وينظر في عينه، ويلتقط انتباهه، ويعيد صياغة أي كلمة غير واضحة، ويجعله يكرر الجملة إذا لم يفهمها. فخلافًا للاعتقاد الشائع، لا يمكن تعليم الطفل المشي أو النوم. بالعكس، يجب أن "نعلمه" أن يتكلم. من خلال التحدث معه فسيتحدث في النهاية هو الاخر.

وبالمقابل فإن الشاشة تعزل الطفل وتقطعه عن أي تفاعل مع الأشخاص الاخرين ففي هذا النطاق يتحدث الباحثون عن "وقت مسروق"، بالحديث عن الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة، على حساب الانشطة أخرى.

ثالثا- الشاشات تأثر سلبا على نوم الاطفال

من خلال نشر ما يسمى بالضوء الأزرق، فان الشاشة تمنع إفراز الميلاتونين، وهذا يؤثر سلبا على نوم طفلكم. أولاً، قد يأخر نومه. عند رؤيته لهذا الضوء الاصطناعي فان جسمه الصغير يقول لنفسه: إنه ضوء النهار! هذا رائع فانا لا أحتاج لإفراز هذا الهرمون الشهير الذي يجعلني أنام. بالعكس، سأعمل بجهد لأكون نشيطا بدرجة كافية ليوم كامل! وهذا مشكل حقا عندما تكون الساعة 8.30 مساءا وعلى طفلكم الذهاب للنوم ولكن لا يمكنه ذلك لان جسمه يضن انه الصباح.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا الضوء الأزرق على جودة نومه. نتيجة لذلك، سيكون الطفل أكثر إرهاقًا في اليوم التالي، وأكثر انفعالًا، وأحيانًا أكثر قلقًا، وسيجد صعوبة في التركيز.

في الأخير سنشارككم 7 نصائح لمساعدتكم على تنظم مدة تعريض اطفالكم للشاشات:

1- لا توجد شاشة ساعة على الأقل قبل الذهاب الى النوم (حتى لا يتأثر نومه).

2- لا توجد شاشة وقت تناول وجبات الطعام العائلية (للحفاظ على التبادل مع طفلك وتشجيعه على الاستماع إلى إشارات الشبع، وزيادة معجمه).

3- عدم وجود شاشة في الصباح قبل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة (لتفادي استنزاف مدى انتباهه وقدرته على التركيز على الأنشطة الأخرى).

4- لا توجد شاشة في غرفة طفلك (حتى ولو كان غير شغالة).

5- لا يوجد شاشة للأطفال اللذين يقل اعمارهم عن 3 سنوات.

6- بالنسبة للأطفال دون سن 6 سنوات، احرص على ألا تتجاوز مدة تعريضه للشاشات 20 إلى 30 دقيقة يوميًا.

7- احمِ طفلك من البرامج الإباحية والعنيفة (ولا تنسى أيضًا انه في بعض الأحيان النشرة الإخبارية قد تكون عنيفة على الطفل).

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author