وقفات من عاطفة المرأه العربية

وقفات مع عاطفة المرأة في بيت زوجها

خلقت المرأة من ضلع أعوج من الرجل ، والإعوجاج يعني الإنعطاف ، وجلت قدرته بحكمة خلقها من ضلع أعلى فوق القلب ، وفي آياته أفلا تتفكرون  إذا فلنفكر في حكمته بهذا الخلق ؛ الرجل نهاية منعطف المرأة مهما سارت طويلا في انعطافها ولايمكن أن تتخلى عنه ، ولكن بمرافقته العطف والحب والحنان لها ؛ يكون صدر الرجل الملاذ الأخير لمطلب عشق المرأة ، ففيه كل الأمان لغريزتها الأنثوية ، واذا فقدت المرأه أمانها في زوجها أجبرها ان تبحث عنه وتتمناه فإذا توفر ذلك أمامها أطاعت له برغبة من فطرتها .

المرأه بطبيعتها ذات عاطفه ملتهبة لينة الحركه اينما تجد دفئها وأمانها وحفظها لكرامتها تلتوي وتهدأ بالمكان الذي لا توجد به رياح وعواصف الألم والحزن التي تؤذي عاطفتها اللينة وتخدشها لذلك بنظري كل زوج يجب ان يثبت أحبال خيمته جيدا ، وأن يبني بيته في مكان وظروف مناسبه للأمان والاستقرار ويجعلها أكثر راحة عن غيرها لكي يضمن استقرار عواطف زوجته في جعبته ، ومهما ثارت العواصف خارج خيمته فإنها لا تؤثر هبوبها على محتوى الخيمه ، ولن يحصل هناك خلل في الأمان والإستقرار داخلها .
فلننظر في واقعنا الى حالات الزواج الأغلب انتشارا ، ونقارن بدايتها بعد مرور زمن عليها تجدها كانت جميلة رومنسية ممتعة هادئة في أولها وخاصة أي في بداية الأرتباط بالزوجة وبالخصوص في الخطبة؛ وأذا استفتيت الزوجات عن اسعد لحظات زواجهن يجبن بأنه أول أيام ارتباطها بزوجها واول أيام زواجها ثم بدأت السعادة تتلاشى ببطئ حتى اختفت فلماذا يا ترى ؟؟؟!!! أنا أجيب وليست إجابتي نابعة من رأيي الخاص فحسب ، بل هي إجابة جاءت بعد تجارب واستفتاء طويل الأمد ، السبب وللأسف هو بعد الزوجين عن روح العاطفة ، فعند بداية ارتباطهما تكون بداية فوران الدم للحب والفرحة ، وتكون اللهفة ثائرة تفور حرارتها بكلمات جميلة رقيقة تحمل بين أحرفها لسعة حمم بركانية تحرق بها القلوب فتنير عتمة سريرتهما وتؤمن خوفهما الذي كان يملأه ظلام حالك من ظروف وقساوة الزمن ، فتهدأ بال الزوجة وتركن طبيعتها بين يدي زوجها وتأمنه على نفسها وقلبها ويستقر عصفها بعد سماعها وعوده بصنع السعادة لها .

الزوجة كالطفلة تماما اين تبتسم تألف ، والزوج كالصقر تماما اين يجد متوفرا لصيده يكنف ، وبعد الزواج وأخذ متعه وأشباعها ويقينه بأن بيته متوفر به صيده ، يبدأ بالعودة الى طبيعته فيحوم في اطراف منطقته ثم يبدأ بالأبتعاد والانشغال كأي صقر آخر ، وإذا طلب منه الاصغاء لصوت الحب والعاطفة القديمة ، تحجج بانه واقعي وليس متفرغ ، وعنده ماعنده ليشغله ، فينسى أو يتناسى الطفلة التي عنده بانها بحاجة ضرورية لتغذية روحها بالحب واطعامها الحنان وتهدأة روعها بالإمان واستقرار نفسيتها بالإهتمام وارتوائها بالرومنسية فيبتعد عنها ويزيد بعده بالرغم من قربه الشديد فلا تجد صديقا تحاكيه وتمازحه وتلاعبه ولاتجده أما حنونة ولاأبا لتشكو همها له وان عاتبته زوجته يوما صرخ في وجهها قائلا : ألايوجد بحياتي غيرك ، فعندي من الأشغال كألأثقال ، فتختل ثقتها به وتنهدم احلامها تدريجيا وتنتكس برائتها وتنكسر انوثتها ويلتف حولها خوف وترهق ذاكرتها وهى تذكره بوعوده فتتلاشى سعادتها بسقوط دموعها .

الزوج يقتطف زوجته كالزهرة من بيت يحتوي أخوة وأخوات وام واب ، يأخذها من مجتمع صغير متكامل في سكنها ، ويأخذها بحجة انه سينميها عنده في بيته ففيه مايبرز جمال فطرتها أكثر وخاصة اذا تفرعت جذورها بأبناء ؛ وبعد ذلك يضعها في مكنونه خالية الغذاء فلا سعادة ولا عاطفة فتذبل تماما كالزهرة . هذه رسالة أبعثها لكل زوج وزوجة بل لكل مؤسسة أسرية تعنى بهذا النوع من المشاكل ، أحسنوا لأنفسكم وأعيدوا نهر العواطف في بيوتكم تفلحوا ...

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٨ ص - عاهد الزبادي
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٠ م - Mohamad Choukair
ديسمبر ٩, ٢٠٢١, ٣:٣٢ م - بلقيس محمد
نوفمبر ٢٥, ٢٠٢١, ٤:٥٨ م - وريد فواز