تستلقي على ظهرك، وتسدل جفنيك
تملأ رئتيك بالهواء وتسكن لبرهة
تنصت للأصوات من حولك
وتنتظر..
لاشيء غير السكون
وصوت تنفس الأشجار
أنت في حديقةٍ ساعة الشفق
وحدك
تستمتع بالمحيط حولك
تضرب بطرفك للأعلى
لتتكون أمامك صورة الشجرة التي ترقد تحتها
وترسم بأناملك شكل جذعها على العشب
تعتدل في جلستك
وتلاحظ اختلاف أشكال تلك المخلوقات الساكنة
تنمو في هدوء
تتمدد دون صوت
وتكبر بثبات
ونحن لا نلقي لها بالاً
قف.. والتف حولك عزيزي القارئ
وانظر بإمعان
كم شجرة تحيط بك
هل استوقفك سؤال لماذا تنموا جذوعها بتلك الطريقة؟
بعضها يلتف حول نفسها
وجذعٌ آخر يكون عقدة في غصنها الغليظ
وبعض الأشجار تميل ميلاً كاملاً نحو الأرض وكأنها ساجدة
سؤالٌ حير علماء النباتات
دون تفسير علمي دقيق يشفي الفضول
فأفضل ما توصلوا له من نظريات
أن جذع الشجرة له دور في رفع الأغصان والفروع لتؤمن أكبر قدر من وصول ضوء الشمس لمصانع توليد الطاقة لديها.. أوراق الشجر
كما تعمل على مقاومة العوامل البيئية والجوية من رياح وغبار وأمطار
لتحافظ على ثباتها ومتانتها بجذورها التي تتشبث بالأرض.
لكن ما سبب إلتفاف الجذع على نفسه في بعض الحالات، أو ميلها ميلاً حاداً ثم استقامتها مرة أخرى؟
كان جواب بعض علماء النبات ان الجذع يعمل على الحفاظ على اتزان الشجرة واستمرارية نموها بالارتفاع عالياً
لذلك عندما تنموا الغصون وتتجه إلى قبلتها الشمس
تميل الشجرة في ذلك الاتجاه، ما يؤدي إلى زيادة الحمل على أحد الجوانب.
ولتصحيح هذا الاختلال في مركز اتزان الشجرة، يعمل الجذع على النمو في اتجاه مخالف للحمل الزائد ما يؤدي لتكون تلك الأشكال، التي لا تجد شجرة واحدة من نفس النوع لها شبيه مماثل لها تماماً..
وكأنها بذلك تروي قصة او تدون يومياتها دون صوت أو حركة.. في صمت وسكون.
You must be logged in to post a comment.