العملات والمعادن والعقار أيهما أفضل كمخزن قيمة

تتغير التشكلات السياسية والاقتصادية عالميا بشكل متسارع , كما تؤثر الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا حاليا في شكل الاقتصاديات القائمة وتؤثر بشكل كبير على قوة العملات وقيمتها خصوصا دول الاقتصاديات الناشئة , على سبيل المثال مصر وتركيا وباكستان , حتى دول الاتحاد الأوربي ذات الاقتصاد الثابت القوي اهتز بشدة نتيجة لما فعله الدب الروسي بقطع الغاز الروسي عن منطقة اليورو كرد فعل على العقوبات المطبقة على روسيا بفعل الحرب على أوكرانيا .وفي ظل هذا التوتر والتغيرات يفكر كل شخص منا كفرد وكرب أسرة في كيفية الحفاظ على مدخراته حتى لاتتآكل .

تتنوع مصادر الادخار وتنقسم لعدة أقسام , كل نوع له مايميزه وله عيوبه كما يوجد ادخار  قصير الأجل وطويل الأجل , سنستعرض فيما يلي كل نوع ومميزاته وعيوبه :

أولا : الدهب 

يعتبر معدن الدهب وكذلك الفضة من وسائل الادخار طويل الأجل ويعتبره الكثيرون مخزن مهم لقيمة مدخراتهم , ومع بداية الحرب الروسية الاوكرانية اتجه مؤشر الدهب للصعود لمستويات قياسية تخطت في الأوقية لفوق ال2100 دولار وهو رقم قياسي لم يحدث من قبل , ولكن مع رفع الفيدرالي الأمريكي للفائدة لمواجهة التخضم في السوق الأمريكي اتجهت أسعار الدهب للانخفاض بقوة لقرب ال1700 دولار للأوقية , ويتوقع الخبراء مزيد من الانخفاض في سعر الأوقية إذا استمر الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة ولكن إذا استمرت الحرب الروسية الأوكرانية ممكن أن يعاود الذهب الارتفاع مرة أخرى كملاذ آمن لفترات طويلة الامد وتلك ميزة في المعدن النفيس , كما من العيوب التي تؤخذ على الدهب صعوبة تخزينه وحمايته وخسارة جزء من مصنعيته عند البيع لذلك يفضل شراء السبائك وليس المشغولات .

ثانيا : العقار

  قيل قديما مثل يدلل على قيمة اقتناء العقار كمخزن قيمة (العقار هو الابن البار) , حيث أن على مدار الزمن لم بخذل العقار مالكه كمخزن استراتيجي لقيمة المدخرات , ولكن طبعا توجد اعتبارات كثيرة يجب أخذها في الاعتبار كمكان العقار ومستواه وهل شراؤه كاش ولا بالتقسيط , وبالرغم من الطلب الدائم على العقار يوجد عامل اخر وهو العرض والطلب حيث ممكن ان يرتفع سعر العقار ولكن عند البيع يصعب بيعه بسهولة وتسييل الأموال كما توجد أيضا عدة التزامات على العقار مثل تسجيل الوحدة ودفع ضرائب ورسوم سنوية للدولة , كما توجد مصاريف دورية للصيانة والمرافق وتلك المصروفات غير موجودة في الذهب او العملات مثلا, ولكن يتميز العقار بإمكانية استغلاله ليدر ربح دوري مثل الإيجار أو السكن فيه بالاضافة لارتفاع سهعره كل عام كما أنه لايحتاج لاحتياطات امنية للتخزين مثل الذهب أو العملات .

ثالثا: الدولار 

الدولار هو العملة الاقوى دوليا من حيث الانتشار والثبات في المعاملات التجارية للنظام العالمي , وحاولت دول كثيرة عمل بديل للنظام المالي العالمي واستبدال الدولار بعملتها ولكن ذلك لم يفلح حتى الآن ببساطة لأن الولايات المتحدة لن تسمح بذلك بعد أن كان الجنيه الاسترليني هو العملة العالمية ليحل محلها الدولار في بدايات القرن الماضي ويتربع على عرش العملات , بل من المفاجآت أن الصين نفسها حاليا من أكبر الدول احتفاظا بمخزون استراتيجي دولاري , وبعد انحسار  تداعيات وباء كرونا الذي اجتاح العالم واضطرار الدول للاغلاق مما أدى لدفع الولايات المتحدة لكثير من المساعدات لمواطنيها أدى ذلك لارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة لأرقام غير مسبوقة ويقول المثل القديم إذا عطست أمريكا تأثرت جميع دول العالم , لذلك انتقل التضخم لمعظم دول العالم , مما جعل البنك الفيدرالي الأمريكي إقرار خطة التيسير الكمي ورفع معدلات الفائدة لكبح جماح التضخم والمحافظة على قيمة الدولار , وكان نهج الخطة هو رفع الفائدة في كل اجتماع شهري للفيدرالي بنسب تتراوح بين .50 ل75 نقطة أساس , مما رفع قيمة الدولار أمام سائر العملات لمستويات قياسية , وعزز ذلك من انخفاض الذهب كملاذ آمن كما خفض من الاستثمار في السندات الحكومية , وأدى ذلك أيضا لهروب الأموال الساخنة (hot money ) وهو مصطلح يطلق على المستثمرين الأجانب في أذون الخزانة الذين يستثمرون أموالهم طمعا فيالحصول على فائدة عالية خلال مدد قصيرة فيالأسواق الناشئة مثل مصر وتركيا وباكستان .

رابعا : العملات المحلية

يعتبر الاستثمار في العملة المحلية للأشخاص قليلي الخبرة وهو استثمار قليل المخاطرة ويعتمد على عوائد الشهادات أو الودائع في البنوك سواء طويلة الأجل ؟أو قصير الأجل , من مميزاته الحصول على عائد شهري للشخص يساعده في المصروفات الشهرية خصوصا أصحاب الدخول المنخفضة أو كبار السن الذين لادخل لهم كما تعطي البنوك فرصة الاقتراض بضمان الودائع أو الشهادات ولكن من مخاطره الأساسية عدم مراعاة انخفاض قيمة العملة المحلية مع ارتفاع التضخم كما أنه يحقق خسارة متى أراد المستثمر كسر الشهادة أو الوديعة عند الاحتياج لها قبل حلول موعد استحقاقها .

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

أنا المهندس هاني العربي محب للقراءة والثقافة العامة والرياضة أتشرف بمتابعتكم وتبادل الآراء