أخطاؤنا فرصة لتعليم أبنائنا

 يشكو الآباء والأمهات أن أبنائهم غير مطيعين وغير مهتمين بالدراسة وغيرها من النقائص والمشكلات فإذا بحثنا عن الأسباب وجدنا أن السبب لهذه المشكلات هم الآباء.

فبينما يشكو الأب من ابنه الذي لا يهتم بترتيب خزانة ملابسه ويلقي بفردة حذاء هنا وفردة هناك ويظل كل صباح يلاحق الزمن من أجل البحث عن فردة حذاء ضائعه ! نجد الأب يلاحق الزمن من أجل أن يجد المفاتيح أو حافظة النقود ، فهو يلقي بأي شيء في أي مكان ثم يبذل الجهد الكبير في محاولة أن يجد أشياءه الضائعه.

نحن الآباء والمربين بحاجة إلى أن نكتشف وجوه التقصير في حياتنا وإذا فعلنا ذلك فإن كل واحد سيجد أنه بحاجة إلى أن يعيد تأهيل نفسه في أكثر من جانب من جوانب شخصيته وإذا أردنا لسلوك أبنائنا أن يتغير فلننظر إلى سلوكنا أمامهم ولا نحاول الدفاع عن أخطائنا إلى فرصة لتعليمهم تحمل مسؤولية الأخطاء.

ولا يجدي بالطبع أن نتظاهر أمام أبنائنا بالسلوكيات الحسنة لأن هؤلاء الأبناء يدركون في الحقيقة ما وراء المظاهر إننا قد نتزين لأبنائنا لنبدو أمامهم أحسن ما يكون فنتظاهر  بامتثال الأخلاق .

إن النفوس مجبولة على عدم الانتفاع بكلام من لا يعمل بعلمه، إنه حين تتناقض الرسالة اللفظية ( التلقين ) مع الرسالة غير اللفظية ( العمل ) فإن الأبناء يميلون إلى تصديق الرسالة غير اللفظية لأن ما نفعله يتكلم بصوت عال لدرجة أن أبناءنا لا يستطيعون سماع ما نقوله، إن مصدر قوتنا في تربية أبنائنا هو التصرف بشكل صحيح وفق ما نريد أن يستقيم عليه أبناؤنا من قيم فالقيم تزرع ولا تفرض

فقبل أن يطلب الإنسان من الله أن يصلح ذريته يطلب أن يعمل هو صالحا يرضى الله عنه وما ذلك إلا لما صلاح الأب من أثر عظيم في صلاح الأبناء.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author