جملة اقتبستها من أحد المسلسلات التركية و أحببت أن أعنون بها مقالي لهذه الجلسة .. و الحق أنها ليست الجملة الأولى من هذا النوع التي أسمعها خلال مشاهدتي للمسلسلات التركية التي أملأ بها وقت فراغي في كثير من الأحيان ، بل انها قد تكررت عليّ إلى حد بدأت ألتفت فيه إلى وضع المرأة في تركيا و الذي جعل الدراما تضمنه في أعمالها بكثرة في الآونة الأخيرة ، و الحق أن الأمر ليس مقتصر فقط على الدراما التركية بل نجد الكثير من الأعمال تتناول مثل هذه القضايا من حول العالم و من بينها الكثير من الأعمال العربية ، و لكن هل بالفعل أصبحن النساء في تركيا عنوان فرعياً لأحد أعمدة الصحف اليومية ؟ هل الأمر مستفحل إلى هذا الحد ؟
في الواقع و حسب ملاحظتي الشخصية ، أرى أن وتيرة العنف على المرأة قد بدأت تتزايد و قد أصبح الأمر مزعجاً للغاية و قاتلاً لمناماتنا كنساء نعيش في هذا العالم الذي ما زال بحاجة إلى التوعية و الردع إزاء كل الإنتهاكات التي ترتكب بحق المرأة يومياً بلا شفقة ، و هذا ما أكدته العديد من الدراسات و الإحصائيات الأخيرة التي أفادت بأن الجرائم المتعلقة بالنساء قد تصاعدت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، حتى أنه في أحد الدراسات تم الإشارة إلى أن أزمة فيروس كورونا قد فاقمت بشكل كبير الإعتداء على النساء و الأطفال و كأنهم وسيلة لتفريغ الضغوطات و المشاعر السلبية أو كيس ملاكمة ينفس فيه الشخص عن غضبه !
و المشكلة عالمية حيث لا تقتصر على المجتمع الشرقي فقط بل حتى في المجتمعات الغربية التي تتبنى خطاب الحرية و حقوق الإنسان و المرأة تزداد لديهم جرائم القتل و الإغتصاب بشكل كبير و تتصدر فرنسا المشهد في جرائم العنف الزوجي و جرائم قتل الإناث .
تتطاير الهاشتاقات في وسائل التواصل الإجتماعي عن فتيات بعمر الربيع أزهقت حياتهم بدم بارد على يد أقرب الناس إليهم ، و أخريات حياتهن على المحك ، عدا عن التعنيف المستمر من قبل العائلات تجاه بناتهن .
أما عن ضعف القانون ، ففي كثير من البلدان نجد القوانين تجاه هذا النوع من القضايا ليست كافية و لا تردع الوحوش المتربصة و ليس لديها القدرة على حفظ حقوق تلك الفتيات و ضمان حمايتهن ، و هذا ما يجعل المجرم يتمادى في أذية ضحيته غير مكترث بالعواقب الوهمية و الطفيفة .
و كنتيجة على ذلك ، أصبحت الكثير من الفتيات تلجأن لوسائل التواصل الإجتماعي و وسائل الإعلام لتسليط الضوء على معاناتهن في جرأة غير مسبوقة منهن و بعد يأس تام من المجتمع المحيط بهن و عجزه عن مساعدتهن ، و هي الخطوة التي رحّب بها الكثير كوسيلة ضغط للإلتفات إلى قضاياهن .
و بالعودة إلى تركيا ، نجد أنها من أكثر الدول التي تكثر بها جرائم العنف ضد المرأة ، و هو الأمر الذي دفع العديد من الكتّاب و المنتجين المعروفين إلى إنتاج أعمال تحكي عن قصص تلك الفتيات و محاولة محاكاة جزء من معاناتهن عبر المسلسلات و الأفلام ، فنجد مسلسلاً مثل مسلسل اللهيب قد سلّط الضوء على معاناة جيمري التي تعاني من العنف و التسلط الزوجي و مناضلتها لتخليص نفسها من ذلك العذاب ، كما نجد حالة مشابهة في مسلسل قدرك هو المنزل الذي ولدت فيه الذي سلط الضوء على الكثير من قضايا المرأة مثل التسلط و القتل و التحرش و غيرها .
و لكن هذا الأمر ليس كافياً على ما يبدو للتخفيف من زخم موجة العنف المتكررة تلك ضد النساء ، ها نحن ذا نسمع عن ممثلات تعرضن لانتهاكات عدة و قررن إزالة السرية عنها و مشاركتها مع الجمهور .
مستقبل يمحى من أجل شهوة .. حياة تفنى من أجل لذة .. جنون يستفحل فينهش روحاً لا ذنب لها !
و أود أن ألفت انتباهكم أخيراً إلى قضية الشابة دانة المساعيد التي لا يزال اسمها يتصدر الترند على منصة تويتر منذ ان انطلق قبل يومين ، دانة ممثلة من جنسية عربية تتلقى وابلاً من التهديدات من والدها و عائلته ، الأمر الذي يضعها في خطر دائم من أن يتم الوصول لها عنوة و أذيتها .
تحدثواْ عنهن .. خلدواْ أسماءهن .. كونواْ حازمين في مثل هذه القضايا .. و إذا ما صادفتكم قضية مشابهة لا تترددواْ في تقديم العون لهن و إنقاذهن من الذئاب المتوحشة التي تفرض عليهن الموت و هم على قيد الحياة .
You must be logged in to post a comment.