أسرارة صادمة للقطيعة التي ظلت ثمان أعوام بين أحمد رمزى وعمر الشريف
خلاف غريب اتى على غير المتوقع.. بين نجمين كبيرين جمعهما قبل الفن صداقة كبيرة منذ وقت دراستهما المتوسطة معا.. وانطلاقتهما الفنية المتقاربة فى الوقت .. فكانت علاقة صداقتها محل غبطة من الكثيرين فى الوسط الفنى ولم لا ..
فهذا فتى الشاشة الذى نال لقب الولد الشقى كلقب فنى ارتبط به لطيلة حياته الفنية .. وبين رفقيق دربها الثانى النجم العالمى متميز الأداء عمر الشريف . نجمان كلاهما تمتع بشعبية واسعة وعشق الملايين من المعجبين طوال مسيرتهم الفنية ..
والغريب أن هذا الخلاف الذى أتى على غير العادة بينهم وأصابهم بقطيعة الفراق امتد لمدة ثمان سنوات لم يعلم أحد فيها عن اسبابه..
بل تعجب منه بشده النجم الكبير احمد رمزى وظل حائر طوال تلك السنوات عن اسبابه الغامضة التى لم يجد لها تفسير .
وبرغم تدخل كثير من الأصدقاء لفهم ما يدور أو حتى محاولة الإصلاح قوبل الأمر بالرفض الشديد خاصة من قبل النجم العالمى عمر الشريف..
وبدأ هذا الخلاف الكبير الذى أحدث قطيعة الصداقة والفن بين النجميين الكبيرين فى وقت تصوير الفيلم الرائع صراع فى النيل الذى كانت تشاركهم فيها البطولة سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة .. وكان مخرج هذا الفيلم المخرج الكبير يوسف شاهين ..
أما عن الحادثة التى بدأت منها تلك القطيعة بين ثنائى الصداقة والفن فكانت كالأتى..
حيث من المقرر أن يكون هناك مشهد (خناقة ) بينهما فى الميناء أمام منزل عمر الشريف داخل الفيلم ..
ورغبة من المخرج الكبير يوسف شاهين فى جعل هذا المشهد أكثر واقعية .. حضرت له فكرة شيطانية ليثير بها الضغينة والحقد فى نفوس الأصدقاء فيتكبدوا بعضهما ويتعاركوا حقيقيا .. وبالفعل خطط ونفذ مبتغاه وسقط الصديقين فى هذا الفخ ..
فالمخرج الكبير كان يعلم بمدى الغيرة الكبيرة للنجم العالمى يوسف شاهين على زوجته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة خاصة انهما كانا فى بداية زواجهما .. فاستغل المخرج تلك الغيرة لتحقيق هدفه لتصوير مشهد واقعى ..
ولكي يتجلى المشهد حقيقيا طلب المخرج يوسف شاهين من أحد من مساعديه قبل تصوير المشهد ان يذهب الى «الشريف» ويخبره انه رأى «رمزي» يغازل الفنانه فاتن حمامة في الخفاء أمام عينه وفعلها أكثر من مره ..
مما جعل «الشريف» يستشيط غضبا وتدفعه غيرته لإجراء مشادة بالأيدي مع «رمزي» التى تم حلها سريعا بدون ان يفهم أحد ما يدور سوى المخرج ومساعدة .. وبعدها على الفور أمر يوسف شاهين الجميع ببدأ تصوير مشهد الخناقة فى الميناء ..
وكان وقتها الفنان العالمى عمر الشريف يستشيط غضبا وهو مقدم على تصوير هذا المشهد عقب الوشاية الكاذبة من مساعد المخرج الكبير يوسف شاهين .. فيقوم على أثرها بضرب الفنان أحمد رمزى ضربا حقيقيا موجعا.. بل وصل الأمر أن اختل توازن النجم أحمد رمزى على أثر هذا الضرب الحقيقى الذى لم يقابله بالرد من قبله .. بعكس كل توقعه ان يكون مشهدا عادي (ضرب تمثيل ) فدفعته إحدى الضربات المتوالية من الفنان عمر الشريف إلى السقوط
بمياه الميناء الملوثة بمخلفات السفن من الديزل.
ليحصل المخرج الكبير يوسف شاهين على مبتغاه بتصوير مشهد واقعيا مميزا يضيفة إلى سلسلة نجاحاته الإخراجية الكبيرة .. غير آبه بما أحدث من بداية فراق بين الصديقين الكبيرين .
وفى أعقاب تصوير المشهد حاولت الفنانة فاتن حمامه ان تتوقف لتفهم ماذا حدث ليجذبها الفنان عمر الشريف رافضا الحديث لتخرج برفقته سريعا من موقع التصوير.
وينشغل باقى فريق الفيلم بانقاذ النجم أحمد رمزى الذى أصيب ببعض الإصابات أثناء المشهد وعقب سقوطه فى المياة الملوثة وتطلب الأمر نقله إلى المشفى .
وبدافع هذه الوقيعة رفض «الشريف» مشاركة «رمزي» فى اى أفلام سينمائية في أعقاب تلك القطيعة .
وظلت القطيعة مستمرة حتى تقابلا الصديقان في ذكرى ميلاد ابنة الفنان صلاح ذوالفقار الذى أعد لها حفلة ميلاد كبيرة دعا فيها كثير من الفنانين على رأسهم النجم عمر الشريف والنجم احمد رمزى فى محاولة لإطفاء نار تلك القطيعة وانهائها للأبد. ، و بالفعل تم التصالح بينهما وتصافحا، بعدما كان كل منهما عرف الحقيقة التى تسبب فيها المخرج يوسف شاهين .
وأراد «عمر» الاعتذار لـ«رمزي» بطريقته، فقام بالتنازل عن دوره الذى كان لأحمد رمزي في الفيلم السينمائي «حكاية العمر كله» ويشاركه فيه البطولة فاتن حمامة وفريد الأطرش.
مصادر المقال
You must be logged in to post a comment.