بسم الله ورحمة الله وبركاته
توطئة
قراءة التاريخ تعد من أهم الأمور التي يجب على القارئ أن يوطن نفسه عليها
فلا يوجد علم حديث أو علم قديم إلا وكان التاريخ جزئًا لا يتجزأ منه
بدئًا من قصص الحوادث وأخبار المدن والرجال ، حتى ظهرت التواريخ العامة
أصل مادة التاريخ في اللغة العربية
وكلمة (تأريخ) ليست من مصطلحات عرب الشمال ، أي عرب قريش وتميم وما حولها
بل كانت كلمة مأخوذة من جذر ورخ وهي كلمة حميرية من جنوب العرب
وهي في البداية كانت تستخدم لمعرفة أحوال الهلال القمري ثم استخدمت دلاليًا لمعرفة أحوال الأزمنة الماضية
ولم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة كلمة (تأريخ) بل ورد ما يقاربها وهي :
قصص ، أخبار ، أمثال ، أيام ، وغيرها من الكلمات المترادفة
ثم بدأ استخدام كلمة التاريخ بعد ذلك بكثرة ، وأول من ألف كتاب باسم التاريخ هو: عوانة بن الحكم
وقبل هذا الكتاب لم يكن يستخدم لفظ التاريخ بكثرة ويستخدم بدلاً منه : السير والمغازي والأيام وما شابه ذلك
أهمية التاريخ
لا بد للقارئ من إدراك أهمية التاريخ وفوائدة في الجانب الشخصي والجانب العام
فالتاريخ هي وسيلة لفهم نواميس الكون، وتبدل الأحوال
والقرآن كان يحوي في أغلبه قصص الحوادث وأخبار الأمم لهذا السبب وهو العبرة والعظة .
وهذه أسمى مهام التاريخ .
وللتاريخ فوائد جمة منها معرفة عواقب الأمور ومآلاتها ، فالله بحكمته جعل لكل شيء قدرًا
فلابد من عاقبة وخيمة للظالم ، ولابد من عاقبة حسن للمحسن العادل
أهم الكتب في التاريخ
لا شك أن أهم كتب التاريخ للمسلم هي بدايةُ سير النبي صلى الله عليه وسلم
فمنها يقتبس الهدي والنور المبين والصراط المستقيم
فلدينا قطعة منشورة من سيرة ابن إسحاق
ثم لدينا كذلك من أهم الكتب : سيرة ابن هشام
وكذلك : الفصول في سيرة الرسول لابن كثير
وكذلك من الكتب المعاصرة : اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون للعازمي .
وسير الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكذلك من أوسع الكتب في التاريخ : سير أعلام النبلاء للذهبي
خاتمة وتوصية
أوصي القارئ بأن يجعل قراءته للتاريخ هي العظة والعبرة ، والأخذ بالأمور الحسنة .
وأن لا يكون التاريخ مجرد تسلية وتزجية للوقت لا أكثر
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
You must be logged in to post a comment.