تأمــــــــــلات في بلاغــــــــــــــــة القـــــــــــرآن..

تأمــــــــــلات في بلاغــــــــــــــــة القـــــــــــرآن..

  كان العلماء والفقهاء والدارسون والمتخصصون وجميع المهتمين الذين يبحثون في الإعجاز اللغوي والبلاغي في القرآن – كانوا ولا يزالون يكتشفون الكثير من أسرار الإعجاز اللغوي والبلاغي للقرآن التي لا تنتهي عجائبه " قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا "

  ومن هذه المواطن المعجزة التي تبين  الدقة اللغوية المتميّزة التي تتجلى في كتاب الله تعالى .  

1-  أن جميع الرسل في القرآن نسبوا إلى أقوامهم ، فعندما يتحدث عنهم القرآن مثلا يقول الرسول أو النبي  : " ... يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره" وقال سبحانه عن موسى " وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم "الصف ... الخ ، وهكذا جميع الرسل والأنبياء . 

  أما عند الحديث عن أدم وعيسى لم يأت بكلمة قوم وإنما عندما يتحدث نبي الله عيسى  الذي أرسل إلى بني إسرائيل ، لم يقل يا قومي إنما في كل القران كله  أن الحديث الموجه من عيسى إلى بني إسرائيل لم يكن الاستعمال بـــ  يا قومي ولكن .. يا بني إسرائيل .. قال تعالى  : " وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " الصف ويصدق ذلك في مناسبة عرض القرآن الكلام عن آدم لم يستخدم يا قومي إنما " يا بني آدم .   

  وذلك كله ليتحقق الإعجاز اللغوي والدقة البلاغية في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا من نظمه أو نقص بلاغته ؛ لأنه ببساطة هو ليس من كلام البشر وإنما كلام رب العالمين .؛ فمن المعروف أن من له قوم فلابد أن يكون له أباء وأجداد أي ينسب إلى آباء  ومن المعروف أن عيسى جاء بمعجزة من غير أب وأن  آدم عليه السلام جاء من غير أب ولا أم بل خلقه الله من تراب، هل ذكر القرآن قوم آدم؟ بالتأكيد لا يوجد أي ذكر لقوم آدم، فلو بحثنا في القرآن كله لا نجد أي آية تتحدث عن قوم آدم بكلمة " قوم " ، بل الآيات تتحدث عنهم بـ " بني آدم " وهذا من دقة القرآن الكريم وإحكامـــــه.

إذاً جميع البشر لهم قوم باستثناء نبيين كريمين هما : آدم وعيسى عليهما السلام.

   وفي نفس سياق الإعجاز البلاغي واللغوي....

2- لو يتساءل أصحاب العقول والباحثون  لماذا بشر عيسى عليه السلام بـ أحمد ، و ليس محمّد  ؟ في قوله تعالى " وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ"

نقول في اللغة العربية ( أحمد ) اسم تفضيل  ..كأن تقول : هيثم حامد لربه و لكن عمر أحمد منه .

فعمر هنا مفضل على هيثم في الحمد أي أكثر حمدا من هيثم ..

أما ( محمد ) فهو اسم مفعول  ..

كأن نقول : عمر من كثرة حمده لله .. صار محمدا .. واسم المفعول لا يطلق إلا على موجود ..

فلو قال القرآن على لسان عيسى " يأتي من بعدى اسمه محمد"   لصارت سقطة لغوية ..

لأن (محمد) لكى تطلق يجب أن يكون هذا الشخص موجودا بالفعل، قد خلق وبعث و حمد الله ومن هنا صار في النهاية " محمدا .

وسيدنا محمد في هذه الآية لم يكن موجودا ؛ ولهذا جاءت بشارة القرآن بلقب أحمد وكأنه يقول لاتباعه رسول يأتي من بعدى هو أحمد منى لله .

                            اللهم أحينا على سنته و أمتنا على ملته و احشرنا في زمرته .

                                                                      وشكرا .. وإلى لقاء 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author