أطفال الشوارع .. تدق أجراس الخطر

 

أطفال الشوارع .. تدق أجراس الخطر  

إذا أردنا الحديث في هذا الموضوع الخطير فلابد أن نميز بين نوعين ممن يطلق عليهم  أطفال الشوارع .. .

  النوع الأول : أطفال (  في الشوارع  ) طوال اليوم ولكن لديهم أسرة ومأوى يعودون إليهما في نهاية المطاف ، وهؤلاء قد اضطرتهم ظروف أسرية مثل الفقر الشديد ، أو اختلاف وتنازع الوالدين المستمر أو حتى كثرة عدد الأسرة أو ضيق المسكن وعدم آدمية المكان الذي يعيشون فيه ، فاضطرتهم هذه الظروف وغيرها إلى الهروب من وطأة  وضغوط الأسرة إلى رحابة الشارع ، ولهذه الأسباب لم يكن هناك مجال لترابط الطفل بأسرته أو تربيته ورعايته، فهم يعيشون طوال اليوم في الشارع يعتمدون على أنفسهم لتحصيل قوتهم ، إما من السرقة أو من التسول أو من بعض الأعمال المنافية للأدب وغير المناسبة للأطفال في سنهم ، ولكن فهؤلاء أوفر حظا من النوع الثاني .

  النوع الثاني "أطفال الشارع" هم من لا ملجأ لهم ولا أسرة  وقد انحدروا إلى الشارع لا يرتبطون بأسر ولا أقارب  لتفكك الأسرة تماما بانفصال الأبوين أو أنهم أبناء غير شرعيين ، يعيشون معتمدين على أنفسهم اعتمادا كلياً على التسول والسرقة والنصب وتجارة المخدرات وغيرها من الأعمال المشبوهة ، ويعيشون في العراء وتحت الكباري وفي الأماكن المهجورة ..   

  وكما نعلم جميعا، أن مشكلة أطفال الشوارع هي واحدة من أخطر المشاكل التي تواجه أي مجتمع ، فطفل بلا مأوى في الشارع بدون أسرة ولا منزل يعد قنبلة يمكن أن تنفجر في أي وقت.

  لقد ذكرت الأمم المتحدة مؤخراً أن " 150 مليون " طفلا بلا مأوى ينتشرون في جميع أنحاء العالم. يعيش الأطفال المشردون على التسول، ويسرقون ويبيعون أجسادهم. يتعرض الأطفال الذين لا مأوى لهم لجميع أنواع العنف وسوء المعاملة، سواء النفسية أو الجسدية أو الجنسية، مما يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية التي تهدد أمن واستقرار أي مجتمع.

   من المعروف أن طفل الشارع أقل من " 18 عامًا " ويعيش في الشارع بشكل دائم وليس لديه من يعتني به. أحد أسباب انتشار هذه الظاهرة هو الفقر المدقع والقسوة مع الأطفال، هذه القسوة تدفع الطفل إلى الخروج إلى الشارع، كما يتم التخلص من الأطفال غير الشرعيين،  ولذك يجب على الحكومة رفع الوعي من خلال وسائل الإعلام وفتح المراكز لدعم هؤلاء الأطفال وحمايتهم وتعليمهم  وتثقيفهم وتوفير فرص العمل لهم حتى يبلغوا السن المناسب ويعتمدون على أنفسهم أسوياء وهذا للصالح العام .

ولتكن وسائل علاج هذه المشكلة  شاملة متعددة الأبعاد تبدأ بالوقاية والتدخل السريع والجاد وعدم الإهمال في أي خطوة من خطوات العلاج .. وصولاً إلى التأمين و إعادة التأهيل والاندماج في المجتمع .

                                                           وذلك – كما قلت – في صالح الجميع .. 

                                                            وشكرا وأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ إلى لقاء

                  بقلم أ . عبد الشافي أحمد 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author