تمتلئ صفحات التاريخ ببطولات مخلدة لرجال محاربين، قادة، حكام، ورجال دين وحتى أنه غالبا ما يشاركهم البطولة الأشرار، الطرف السيء الخبيث من الملحمة. وهم أيضا ذكور.
لكن قلما تلمع قصة وتنال الشهرة إذا كانت بطولتها إمرأة. وحدث ولا حرج عزيزي القارئ عن بطولات اندثرت بسبب التاء المربوطة.
بطلتنا تأخذنا إلى إفريقيا القارة الخصبة بأعاجيب الزمان وسحر الأساطير التي غالبا ما تخلط بين الحقيقة والخيال في نسيج ممتع حتى وان حاد عن الواقع.
تعال معي عزيزي الباحث عن الحقيقة نوقد شمعة صغيرة ننفث بها الغبار عن الدفاتر القديمة لنفتش بين الصفحات المخفية عن اساطير الملكات التاريخية .
ملكتنا قادت معركة استمرت خمس سنوات وكان خصمها الرومان العناد. هزت عرشهم بل نجحت من طردهم من أسوان جنوبي مصر القديمة.
الملكة أماني ريناس أو كما كانت تلقب بكنداكي أمانجيريناس ملكة الكوش. زوجة الحاكم النوبي ترنيقاس لمملكة مروى ووالدة الأمير أكينيداد. تووجت ملكة بعد وفاة زوجها لمدة استمرت مابين ٢٤٠٠ق.م. إلى ٣٠٠ ميلادي.
اسطورتها كانت في شجاعتها بمباغتت الحاكم الروماني لمصر إيليوس غالوس المنشغل بحملة كان يشنها على شبه الجزيرة العربية، حينها انتهزت الفرصة وانقضت على أسوان.
طردت الجنود الرومان وأسرت منهم البعض، وحتى تكتمل خطتها قامت بسرقة التمثال الذهبي للإمبراطور الروماني أغسطس. وبذلك كانت الضربة قوية للروم والرسالة كانت شديدة اللهجة بأن أرض السودان لها من يحميها. حاول أغسطس الثأر لمدة خمس سنوات استمرت الحرب بين كر وفر. إلى أن ايقن أنه لامحال دون المصالحة. تم ابرام اتفاقية سلام عام ٢٠ ق.م. ظل العمل بها قائم حتى القرن الثالث الميلادي. لكن لم تكتفي ريناس بذلك حيث فرضت شروطها بعدم دفع الجزية للرومان. استحقت أماني ريناس لقب ملكة اسطورية فكانت ندا للروم في يوم سجل في صفحات التاريخ الذي لايمكنه النسيان.
You must be logged in to post a comment.