بقلم / مايكل جرجس جابر اسكندر
نشأة يحيى حقي
كاتب وروائي مصري. ولد فى 7 يناير 1905 في درب الميضة بحي السيدة زينب في القاهرة ولأسرة من أصول تركية. بدأ تعليمه في كُتَّاب السيدة زينب بمدرسة "والدة عباس" وكانت مدرسة مجانية وكان يلتحق بها أبناء الفقراء بينما أبناء الأغنياء يلتحقون بمدرسة الناصرية. حصل على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية سنة ۱۹۱٧. تمنى أن يصبح طبيبا لرغبته في كشف المجهول الكامن داخل جسم الإنسان ولدراسة أسباب علله وأمراضه ولكنه لم يلتحق بالقسم العلمي أثناء دارسته في الثانوية العامة لخوفه من الرسوب وتحميل والدته مزيدا من الأعباء والمصروفات فالتحق بالقسم الأدبي ثم حصل على البكالوريا سنة ۱۹۲۱ وبعدها التحق بكلية الحقوق ومن أثار دراسته للحقوق شغفه بدراسة الجريمة والمجرمين.
ثورة يحيى حقي ضد التعليم التقليدي
نقد يحيى حقي طريقة التدريس في الجامعة وقارنه بطريقة التدريس في أوروبا، وأوضح ذلك في كتابة "خليها على الله":
"كنا نغبط المتقدمين لشهادة الليسانس في البلاد الأوربية لسبيين ،الأول : أنهم يمتحنون في بعض المواد دون بعض ، أما نحن في مصر فحتم علينا أن نجتاز إمتحانًا تحريريًا وشفهيًا في جميع المواد وأن نحصل من أجل النجاح على نسبة ستين في المائة من مجموع الدرجات، وإذا سقطنا في علم واحد أعدنا السنة كلها والسبب الثاني: أنهم يدرسون قانون بلادهم وحدها. أما نحن، فبعد إلمامة سطحية بالقانون الروماني ينبغي أن ندرس الشريعة الإسلامية، والقانون الأهلي، والقانون المختلط، مع الرجوع في أغلب المواضيع إلى القانون الفرنسي، حتى في القانون المدني الأهلي كان لا مفر من أن نعرف نصه الإفرنسي المزعوم بأنه ترجمة غير معتمدة للنص العربي، وهو في الحقيقة أصل التشريع والنص العربي ترجمة له، في أغلب الأمر فاسدة. يبلغ هذا العبء ذروته في قانون المرافعات حيث تختلف المواعيد في القانون الواحد، وتتباين بين قانون وآخر...". وفي عام ۱۹۲٥ حصل على شهادة الليسانس في الحقوق وعمل بعد تخرجه محاميا في الإسكندرية ودمنهور ولم يلبث في هذه المهنة أكثر من ثمانية أشهر.
تأثر يحيى حقي بالثقافة الغربية
نشأ "يحيى حقي" متأثرًا بالأدب القديم والحديث، فقرأ لعدد كبير من أدباء العرب القدامى كالجاحظ وأبي العلاء، كما تأثر بعدد من الكتاب الغربيين مثل "فرجينيا وولف"، و"أناتول فرانس". نشر يحيى حقي أوائل قصصه في صحيفة "الفجر" ومن بينها قصة تأثر فيها بالكاتب الأمريكي إدغار آلان بو، وأخرى عن الحيوان اسمها "فلة، مشمش، لولو". أما أول قصة نشرها في السياسة فهي "قهوة ديمتري" وهي قهوة حقيقية في مدينة المحمودية وقد أعطته هذه القصة درسا انتفع به طوال حياته. ترجم مسرحيتي "الطائر الأزرق" لماترلينك و"دكتور كنوك" لجول رومان وروايات ومنها: "لاعب الشطرنج" لستيفان زفايج و "القاهرة" لدزموند ستيوارت و "أنتوني كروجر" لتوماس مان.
أدبه
اهتم بتصوير الواقع الاجتماعي المصري بأسلوب يميل إلى البساطة في التعبير والاعتماد على الفكاهة فكتب بهذا الأسلوب كتابة " فكرة فابتسامة". حاول يحيى حقي العثور على أشكال فنية جديدة لكتابة القصة القصيرة، ففي قصة "البسطجي" كان أول من استخدم (الفلاش باك) أي البدء بالأحداث المتاخرة في القصة ، كما استخدم الشكل الدائري في قصة "السلحفاء تطير" حيث أن القصة تنتهي من حيث بدأت. ولقد كان "يحيى حقي" ذاكرة حية لواقع الحياة المصرية، وقد سجلت كتاباته نبض الحياة المصرية، وعكست أنماط الحياة والتقاليد الاجتماعية في صعيد مصر وريفها.
أعماله الأدبية
من أشهر أعمال "يحيى حقي":
-
مجموعته القصصية "دماء وطين".
-
"قنديل أم هاشم".
-
"يا ليل يا عين".
-
"صح النوم".
-
"أم العواجز".
-
"خليها على الله".
-
"عطر الأحباب".
-
"تعال معي إلى الكونسير".
-
"كناسة الدكان".
جوائزه
من الجوائز التي حصل عليها:
-
جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1967
-
جائزة الملك فيصل العالمية للآدب و الدراسات اللغوية عام 1990
-
وسام فارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983
-
الدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا بمصر عام 1983
You must be logged in to post a comment.